للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَكوِى بها مُهَجَ النفوس كأنّما ... يسقيهمُ بالبابِليِّ المُمْقِرِ

يَكوِى بها أي يَلْذَع بها مُهَجَ النفوس. وقوله: بالبابِليّ، يقول: كأنّما سقاهم سُمَّ بابل. والمُمْقِر: المرّ. والممقِر: الصَّبِر.

من يأتِه منهم يَؤُبْ بمُرِشّةٍ ... نَجْلاءَ تُزْغِل مِثلَ عَطِّ المِستَرِ

بمُرِشّة؛ يريد بطعنة ذاتِ رَشاش، وهي الّتى ينتشِر نَضْحُها. وقوله: تُزْغِل أي تَدفَع بالدّم دَفْعة بعد دَفْعة. والمِسْتَر: الثوب يُسَتر به الإنسانُ فيَعُطُّه (١).

أم مَن يُطالِعه يَقُلْ لِصحابِه ... إنّ الغَريفَ تُجِنّ ذاتَ القنْطر

الغَرِيف: شجر. والقنْطِر: الداهية.

[وقال أيضا]

أَزُهَيرُ هل عن شَيبةٍ من مَصْرِفِ (٢) ... أم لا خُلودَ لباذِلٍ متكلِّف

أزُهَير إنّ أخًا لنا ذا مِرّةٍ ... جَلْدَ القُوَى في كلّ ساعةِ مَحْرِفِ

ذا مِرّة، أي ذا قوّة. في كلّ ساعةِ مَحْرِف، يقول: يَحترِف ويتقلّب ويتصرّف.

فاردتُه يوما بجانِب نخلةٍ ... سبَقَ الِحمامُ به زُهَير تَلهُّفي

يقول: إنّه كان مريضا وكان يتلهّف عليه فسَبَقه به الِحمام، أي غلبه القدَر عليه. ونَخْلة (٣): موضع.


(١) يعطه: يشقه.
(٢) روى في اللسان (مادة حرف) "من محرف" بفتح الميم وكسر الراء مكان "من مصرف" وهو بمعناه.
(٣) نخلة الشآمية اليمانية: واديان على ليلة من مكة من بلاد هذيل قاله في التاج.

<<  <  ج: ص:  >  >>