للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوالله لا أَنسَى قتيلا رُزِئتُه ... بجانب قُوسَى (١) ما مشيتُ على الأرض

بلى إنّها تعفو الكُلومُ وإنّما ... نُوكَّل بالأدنى وإنْ جَلّ ما يَمضِى

قوله: بلى إنّها تَعفو الكُلوم، تَبرأُ وتَستوِى. نوكَّل بالأدنى، يقول: إنما نحن نحزن على الأقرب فالأقرب، ومن مضى ننساه وإنْ عَظُم.

ولَم أَدرِ من أَلقَى عليه رِداءَه ... ولكَنّه (٢) قد سُلَّ من ماجِدٍ مَحْضِ

وذلك أنّه لما صُرِع أَلقىَ عليه رجل ثيابَه فواراه، وشُغِلوا بقتل عروة، فنجا خِراش. وهذا الرجل الذي أَلقَى عليه ثوبه من أَسْدِ شَنوءة، فقال:

ولم أدرِ من أَلقَى عليه رداءَه ... ولكنّه قد سُلّ من ماجِدٍ مَحْضِ

ولمَ يكُ مَثْلوجَ الفؤادِ مهبَّجًا ... أضاع الشبابَ فى الرَّبيلةِ والخَفضِ

مثلوج الفؤاد، لم يكن ضعيفَ الفؤاد، باردَ الفؤاد. مهيَّج: مثقَّل. أضاع الشبابَ فى الرَّبيلة والخفض، يقول: أضاعه فى المُقام فى الخفض الدَّعَة. والرَّبِيلة: كثرة اللَّحمِ وتمامُه.

ولكنّه قد نازعتْه مخامِصٌ ... على أنّه ذو مِرّةٍ صادقُ النَّهضِ

نازعتْه مخَامِص، أي جاذَبهَ جُوع. وصادق النهض حين يَنهض فى الأرض.


(١) ضبط هذا الاسم بفتح القاف فى القاموس وشرحه ضبطا بالعبارة، وضبط فى الأصل بضم القاف. وفي خزانة الأدب ج ٢ ص ٤٦٠ ما يفيد أنه يروى بفتح القاف كما يروى بضمها. وهو موضع جلاد السراة من الحجاز، قاله فى تاج العروس، وأنشد هذا البيت.
(٢) فى رواية "سوى أنه" من قوله "ولكنه".

<<  <  ج: ص:  >  >>