للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو خِراش أيضا حين هاجر ابنُه في خلافة عمر (١) رضي الله عنه

ألا مَن مُبْلِغٌ عنّى خِراشًا ... وقد يأتيك بالنبإِ البعيدُ

وقد يأتيكَ بالأخبارِ من لا ... تجهِّز بالِحذاء ولا تُزِيدُ

أخذ هذا من قوَل طَرَفة: "ويأتيك بالأخبار من لم تُزوِّد" قوله: "تُزيد" أراد ولا تزوِّد.

ينُادِيه ليَغبِقَه كُلَيبٌ ... ولا يأتى لقد سَفِهَ الوَليدُ

يناديه كُلَيب: عبد أبى خِراش. ليَغبِقَه: ليسقِيَه اللّبن فى قَبَلِ (٢) الليل. والوليد: ابن أبى خِراش.

فرَدَّ إناءه لا شيءَ فيه ... كأنّ دموعَ عينيه الفَريدُ (٣)

يقول: ناداه العبدُ ليغَبِقَه، فلّما لم يجِده رَدّ إناءَه فارغا وبكى.


(١) ذكر صاحب الأغاني ج ٢١ ص ٦٨ في هذا الخبر أن خراش بن أبي خراش الهذلى هاجر فى أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وغزا مع المسلمين، فأوغل في أرض العدوّ، فقدم أبو خراش المدينة، فجلس بين يدي عمر وشكا إليه شوقه إلى ابنه، وأنه رجل قد انقرض أهله، وقتل إخوته، ولم يبق له ناصر ولا معين غير ابنه خراش، وقد غزا وتركه، وأنشأ يقول هذه الأبيات؛ فكتب عمر -رضي الله تعالى عنه- بأن يقبل خراش إلى أبيه، وألا يغزو من كان له أب شيخ إلا بعد أن يأذن له.
(٢) في قبل الليل أي فى مقابلة الليل.
(٣) الفريد: جمع فريدة، وهي الشذر من فضة كاللؤلؤة. والشذر: صغار اللؤلؤ، شبه الدموع بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>