للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُصيِّح في الأسحارِ في كلِّ صارةٍ (١) ... كما ناشَدَ الذِّمَّ الكَفِيلَ المعاهدُ (٢)

يصيِّح هذا الحمار بالأسحار، وقوله: كما ناشَدَ المعاهدُ الكفيلَ الذِّمَّ، قال له: أَنشدُكَ اللهَ، والذِّمّ: الواحدة ذمّة. والمُعاهد: الذي أُعطِيَ عَهْدا إن يُوفَى له قَضَى مذَمّته أي ذِمامَه، والذِّمام: الحرمة.

فَلاهُ عن الآلافِ في كلِّ مَسكَنٍ ... إلى لَحَقِ الأوزارِ خيلٌ قوائدُ (٣)

فلاه: نحّاه. عن كل مسكن إلى لحق الأوزار (٤): إلى أن لحق بالملاجئ. خيل قوائد: فالخيل التي فَلَتْه طردتْه إلى هذه الملاجئ.

أرتْه من الجَرْباء في كل مَنظَرٍ ... طِباباً فَمَثواه النهارَ المَراكِدُ

أرت الفحلَ الآتُن طبابًا، والطِّباب: طُرّة من السماء تَظهر، أي حملتْه الآتن على أن صار في مكان بين جبال فلا يرى إلا طُرّة من السماء، إلا ناحية وطريقة فهو يأمن الليل، فإذا كان النهار فهو على شَرَف. والجرباء: السماء (٥).


(١) لم يفسر الشارح لفظ "صارة" وهي من الجبل أعلاه. أو هي الأرض ذات الشجر.
(٢) كذا ورد هذا البيت في المخصص لابن سيدة ج ١٠ ص ٨٠ طبع بولاق، وفيه "بالأسحار" مكان "في الأسحار" وعلق عليه الأستاذ الشنقيطي فقال ما نصه: هذا البيت لأسامة بن الحارث الهذلي يصف حمار وحش ... ونظيره قول امرئ القيس يصف حمار وحش مثله.
يغرد بالأسحار في كل سدفة ... تغرد مياح الندامى المطرّب
(٣) اللحاق بالتحريك: مصدر لحق بفتح اللام وكسر الحاء وفتح القاف، ويجوز أن يكون جمعا للاحق كما يقال: خادم وخدم وعاس وعسس. اللسان (مادة لحق).
(٤) الأوزار: جمع وزر بالتحريك وهو الملجأ، قاله في اللسان (مادة وزر).
(٥) هكذا فسر الشارح هذا البيت، ويلاحظ أنه لم يفسر المراكد هنا، وقد جاء في اللسان (مادة ركد) في تفسير المراكد ما نصه: والمراكد: مغامض الأرض، قال أسامة بن حبيب الهذلي يصف حمارا طردته الخيل فلجأ إلى الجبال في شعابها وهو يرى السماء طرائق:
أرته من الجرباء في كل موطن ... طبابا فمأواه النهار المراكد
ورواه في (مادة جرب): * أرته من الجرباء في كل موقف * الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>