للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الصواب. والسَّبيخ: ريش الطير على الماء. وكلُّ ما نَصَل من شيء فقد سَبَّخ. ويقال: اللهم سَبِّخ عنّا الحمّى.

يا صخر ثم استَقي ثم استمرّ كما ... يَمشِي السَّبَنْتَي (١) سَروبٌ ظَهرُه خَضِلُ

خَضِل، أي قد أصابه مطر فابتلّ. قال: وهذا كقوله:

* كَمَشْيِ السَّبَنْتَي يَراحُ الشَّفيفَا (٢) *

أي ينحرف من الخوف. والخَضِل: النَّدِىُّ.

قال أبو سعيد: وسمعتُ من ابن أبى طَرَفَةَ أنهم أخذوا عليه بالطُّرُق، فجاء من موضع لا يَرى أنّ أحدا يجيء منه، وهو موضع الوُعول، فجاء فشرب، ثم استقَى فذهب، وقد بعثوا عدا يرصُده، فقالوا له: هل رأيتَ أحدا؟ فقال: نعم، رأيت رجلا مشقوقَ الشفة جاء فكَرَع في الحوض، ثم استقَى وذهب. قال أبو سعيد: وكان أبو المسلَّم في شفته عَلَم (٣).

يا صخرُهم يَبعثون النَّوْحَ منقطِعَ اللّ ... ـيلِ التَّمامِ كما تُسْتَوْلَهُ العُجُلُ

العُجُل: جمع عجَول، وهي التي أكل السبع ولدَها أو مات. وقوله: هم يَبعثون النوحَ، يقول: هؤلاء الذين يطلبونك هم يَقتلون (٤) حتى يبعثوا عليه نَوحا. يقول يُوقِعون بهم فيَدَعون الحيَّ يبكون عليهم كما تُستَوْلَه العُجُل.


(١) السبنتي: الجريء المقدام من كل شيء، أو هو الأسد أو النمر.
(٢) هذا عجز بيت لصخر الغي؛ وصدره: "وماء وردت على زوررة". انظر صفحة ٧٤ من هذا السفر.
(٣) العلم بالتحريك: الشق في الشفة العليا. ويقال: بعير أعلم، إذا كانت شفته العليا مشقوقة، فإذا كان الشق فى الشفة السفلى فهو أفلح.
(٤) عبارة السكرى في شرح هذا البيت نصها: "أي يقتلون الرجال فيبعثون النساء ينحن كما تستوله، تستفعل، من الوله. والواله: التي كاد عقلها أن يذهب في إثر ولدها لعجلتها في جيئها وذها بها جزعا.

<<  <  ج: ص:  >  >>