للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس ثمّ جذاء، إنما هذا مَثَل، وكانت العرب إذا حَذَتْ حذت خاما وإنما الخام من جلوم الإبل، لأنّها لا تُدبغَ، لم تخصَّر ولم تُلسَّن.

وارجع مَنِيحتَك الّتى أتبعتَها ... هُوعًا (١) وحَدَّ مذلَّقٍ مسنون

قوله: هوعا، أي أتبعتَها قَيئا، أي أنك لم تَهبْها طيّب النفس، وأتبعتَها تطلُّعك نفسَك إليها، وأتبعتَها حدَّ مذلَّق مسنون (٢) أي مِثلَ الرُّمْح تؤذينا به. ويقال: الهوع الجَزَع، والهوع "مثل الصو والصو (٣) " يقال: هاع يهوع هوعا مِثل جَزِع يَجزَع جَزعا ويقال: رجلٌ هاعٌ لاعٌ.

[فأجابه بدر بن عامر]

أزعمتَ أنِّي إذ مدحتُك كاذِبٌ ... فشفَيتَنى وتجارِبي تَشفينى

يقول: زعمتَ أنّى كاذب إذ مدحتُك فشفيتَنى ممّا في صدرى، وما جرّبتُ منك يشفينى.

وزعمتَ أنّى غيرُ بالغ غايةِ الـ ـنُّـ ... ـجَباءِ إنّ الدهر ذو تَلْوِينِ

إن الدهر ذو تلوين، أي ذو تقلّب. يقول: قد تغيَّر الزمن حتى تقول هذا إلىّ؟


(١) ضبط هذا اللفظ في الأصل هكذا. ولم نجد هذا الضبط فيما لدينا من كتب اللغة. والذى في اللسان هاع يهوع ويهاع هوعا (بفتح الهاء وتسكين الواو) وهواعا وتهوّع: قاء. أما الذى بمعنى الجبن والفزع فهو هاع يهاع ويهيع هيعا. وقد استشهد اللسان على هذا المعنى بهذا البيت لأبى العيال وضبطه هوعا بفتح الهاء وسكون الواو، وفسره فقال: ردها، أي منيحتك فقد جزعت نفسك في أثرها.
(٢) حد، أي لسانك الذي يشبه حد المذلق المسنون.
(٣) كذا في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>