للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: يقول: لمّا قتلتمْ ذَكَرتم الذُّحول. قوله: مَن تَعَمَّرا أي من يُنسَب إلى يَعْمَر (١)، وأنْشَد:

* وقَيس غَيْلانَ ومَن تَقَيَّسا *

أي هو منهم بنَسَب.

أَلَم تَقْتُلو الِحرْجَين (٢) إذ أعْوَرَا لكمْ ... يُمِرّان فى الأيْدى اللِّحاءَ المضَفَّرا

الحْرجَان، قال: شَبَّههما من بياضهما بوَدَعتين، يقول: قتلوهما وهما فى حُرمةٍ قد أخَذَا من لحاء شجر الحَرَم فضَفَّرَا. قال: ويكون أيضا الِحرْجان رَجلين يقال لهما: الحِرْجان. ويُروَى عَوَّرا لكم أي بدَتْ لكم عَوْرَتُهما.

وأَرْبَدَ يومَ الجِزْع لمّا أتاكمُ ... وجارَكُمُ لَم تُنْذروه ليَحْذَرا (٣)

لم تُنذِروه لِيحذر، يقول: سكَتُوا عنه حتّى قُتل.


(١) فى شرح القاموس (مادة عمر) ما نصه: وبنو عمرو بن الحرث قبيلة، وقد تعمر: انتسب إليه، وبه فسر قول حذيفة بن أنس الهذلى "لعلكم لما قتلتم" الخ.
(٢) الحرجان: رجلان كان أحدهما يقال له حرج. أعورا لكم، أي بدت لكم عورتهما. ويقال أعور الرجل إذا أمكنتك منه الغرة والعورة. وقوله "يمران" أي يقتلان فى أيديهما من لحاء شجر الحرم لتكون لهما بذلك حرمة، كان الرجل فى الجاهلية يأخذ لحاء شجر الحرم فيجعل منه قلادة فى عنقه ويديه فيأمن بذلك، فعيرهم هذا بقتل الحرجين، وقد فعلا ذلك؛ وأصل الحرج: الودعة، شبه الرجلين فى بياضهما ببياض الودعة. ويقال: أعور الرجل إذا انهزم (السكرى ملخصا) وقد أورد اللسان هذا البيت بنصه، وضبط قوله "يمران (بفتح الياء وضم الميم) وشرحه فقال: إنما عنى بالحرجين رجلين أبيضين كالودعة، فإما أن يكون البياض لونهما، وإما أن يكون كنى بذلك عن شرفهما، وكان هذان الرجلان قد قشرا لحاء شجر الكعبة ليتخفرا بذلك. والمضفر: المفتول كالضفيرة.
(٣) رواية السكرى.
وأربد يوم الروع لما أتاكم ... وجاركم لم تنذروه فيحذرا
وشرحه فقال: أربد بن قيس، هو أخو لبيد بن ربيعة من أمه، يريد واذكروا أربد لما أتاكم. وفى رواية "الروع"، مكان "الجزع".

<<  <  ج: ص:  >  >>