للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأَدْرَكهْم شُعثُ النّواصى كأنهمْ ... سَوابقُ حُجّاجٍ تُوافِى المُجَمَّرا (١)

أي وأدرَكَهم شُعْث، أي وأدركهمْ قومٌ غُزَاةٌ شُعثُ الرءوس، فكأنّهم قومٌ مُحرِمون.

هَمُ ضَرَبوا سعدَ بنَ ليَثٍ وجُنْدُعًا ... وكَلْبا (٢) غَداةَ الِجزْع ضَرْبا مُذَكَّرا

ضَربًا مذكَّرا: لا تأنيث (٣) فيه. والجِزْع: مُنْثَنىَ الوادى.

نجا سالمٌ والنفسُ منه بشدْقِه (٤) ... ولمَ يَنْجُ إلاّ جفنَ سَيْفٍ ومِئْزَرا

قال: يريد ولم ينج إلاَّ بجَفْن سَيْف ومئزَر، فلمّا حذفَ حرف الجرّ نَصبَه.

وطابَ عن اللَّعّاب نفسًا ورَبِّه ... وغادرَ قيسا في المَكَرِّ وعَفْزَرا (٥)

قال أبو سعيد: كان اللَّعّاب لعُمارة بن الوليد، وكان استودَعَه إيَّاه، فلمَّا غُشِىَ ركبَه.


(١) شرح السكرى هذا البيت فقال: شعث النواصى، أي قوم غزاة قد شعثت رءوسهم من الغزو، وشبههم في شعثهم بشعث الحجاج المحرمين. وفي اللسان: الجمار: الحصيات التي يرمى بها في مكة واحدتها جمرة. والمجمر: موضع رمى الجمار هنالك، واستشهد ببيت حذيفة هذا.
(٢) يريد كلب بن عوف، وهم من بني ليث، وهم أشدّاء. السكرى.
(٣) شرح السكرى هذه العبارة فقال: ضربا مذكرا أي لا تأنيث فيه ولا استرخاء.
(٤) قال السكرى في شرح قوله «والنفس منه بشدقه» ما نصه: «أي كادت تخرج فبلغت شدقه». وقال: قال سيبويه: كأنه قال: «نجا ولم ينج» كما تقول: "تكلم ولم يتكلم" إذا كان كلامه ضعيفا. ونصب جفن سيف على الاستثناء المنقطع.
(٥) اللعاب: من أفراس العرب. وعفزر: اسم فرس سالم بن عامر بن عريب الكنانى أخى قيس وله ذكر في ديوان هذيل (تاج العروس).

<<  <  ج: ص:  >  >>