للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرفَّعت المصَادِرَ مستقيماً ... فلا عَيْنًا وَجَدْتُ ولا ضمارَا

العَيْن: ما عايَنْتَ. والضَّمار: الغائبُ تَتْبَعُ أَثَره (١).

سَقَى الرحمنُ جِزْعَ نُبايِعاتٍ ... مِن الجَوْزاء أَنْواءً غِزارا

بمرتجِزٍ كأنّ على ذُراه ... رِكابَ الشام يَحْمِلْن البُهَارا (٢)

البُهار: مَتاع البَيْت. بمُرْتَجِز: في صوته. وذُراه: أعالِيه.

فَحَطَّ العُصْمَ من أَكْنافِ شِعْرٍ (٣) ... فلَمْ يَتْرك بذِى سَلْعٍ حِمارا

العُصْم: الوُعول. وعُصْمَتها بَياضٌ في أَرْساغها. وسَلْع: جَبَل. وهذه مَواضع. وأكنَاف: نَواحٍ.

ومَرَّ على القَرائنِ (٤) من نُمْارٍ (٥) ... وكادَ الوَبل لا يَمضِى نُمارا (٥)


(١) ورد في البقية بعد هذا البيت قوله:
فلا تنسوا أبا زيد لفقد ... إذا الخفرات أجلين الفرارا
(٢) ضبط هذا اللفظ في الأصل بفتح الباء؛ وهو خطأ من الناسخ صوابه ما أثبتنا. فقد جاء في اللسان (مادة بهر) أن البهار بضم الباء هو الحمل، أو هو الشيء الذي يوزن به، وهو ثلاثمائة رطل، واستشهد بهذا البيت، وقال: إنه يصف سحابا ثقيلا. وذكر الأصمعى في قوله: "يحملن البهار": أنهن يحملن الأحمال من متاع البيت.
(٣) ذكر ياقوت أن شعرا بكسر فسكون: جبل بالحمى، وينسب إليه يوم شعر، كان بين بني عامر وغطفان، عطش يومئذ غلام شاب يقال له الحكم بن الطفيل، فخشى أن يؤخذ، فخنق نفسه، فسمى يوم التخانق، وأنشد هذا البيت للبريق الهذلى. وسلع: جبل في ديار هذيل، وأنشد هذا البيت أيضاً.
(٤) قال في تاج العروس (مستدرك مادة قرن): القرائن جبال معروفة. مقترنة، وأنشد هذا البيت لتأبط شرا:
وحثحثت مشعوف النجاء وراعنى ... أناس بفيفان فمزت القرائنا
(٥) نمار كغراب: جبل ببلاد هذيل (تاج العروس). وفي البقية:
ومر على القرائن من بحار ... وكاد الوبل لا يبقى بحارا
وضبط ياقوت (بحار) بضم الباء فقال: كذا رواه السكرى في قول البريق الهذلى، وأنشد هذا البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>