للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مَعقِل بنُ خُوَيلِد (١)

ألا مَن مُبْلِغٌ صُرَداً مَكَرِّى ... على أَنسٍ وصاحبِه خِذامِ (٢)

لَعمرُكَ ما خَشيتُ وقد بَلَغْنا ... جبالَ الجَوْز مِن بلدٍ تهامِ (٣)

صَرِيخًا مُجْلِبًا مِن أهْلِ لِفْتٍ ... لحىٍّ بين أَثْلَةَ والنِّجامِ (٤)

صريخا: مغيثا. ومُجلِبا: له جَلَبة.


(١) قدّم السكرى لهذه القصيدة بما نصه: حدّثنا الحلوانى قال: حدّثنا أبو سعيد السكرى قال: قال الجمحى وأبو عبد الله: كان من حديث بني سهم بن معاوية أن معقل بن خويلد غزا بهم خزاعة، فأصاب منهم دارا عظيمة بلفت، وأصابوا نعما وسبيا كثيرا، فخرجوا بما هنالك يسوقونه حتى اطلعوا الرجيع وتغاوث بنو كعب، فخرجوا بجمع عظيم حتى أدركوا معقلا وأصحابه ببطن الرجيع، وقد أمنوا واغتروا ووضعوا السلاح، وهم على ماء يغتسلون، فعدت عليهم بنو كعب وهم على تلك الحال مغترون، فقتلوا منهم رجلين يقال لهما العمران، ووثبوا على معقل وهو يغتسل، فواثبهم معقل فقتل منهم ثلاثة إخوة، وكلهم بطل يعانقه هذا ويضربه هذا، ثم يعانقه هذا ويضربه هذا، حتى والى بينهم جميعا في مكان واحد والقوم يقتتلون سوى ذلك، فذلك يوم يقول الخزاعى: يا قوم، أبت السيوف معقلا؛ وعانقه الآخر، فقال: اقتلونى ومعقلا، فارتجعت خزاعة سبيهم وقد أصيب ناس منهم الثلاثة الذين قتلهم معقل، وهم أنس وأنيس وخذام، فقال معقل في ذلك: "ألا هل آتى أبا صرد مكرى" الخ البيت.
(٢) روى السكرى هذا البيت:
ألا هل آتى أبا صرد مكرى ... على أنس وصاحبه خذام
وشرحه فقال: أنس وخذام: ابنا أبا صرد هذا.
(٣) في رواية "من بلد تهامى" قال في شرح السكري: هذا البيت أوّل القصيدة في رواية عبد الله وأبى عمرو اهـ. وجبال الجوز: أودية تهامة، قالوا ذلك في تفسير قول معقل بن خويلد الهذلى: "لعمرك ما خشيت" الخ البيت (ياقوت).
(٤) في رواية:
تريعا محلبا من أهل لفت ... لحيّ بين أثلة والنجام
وشرحه السكرى فقال: تريع: غريب، ومحلب: معين، وأصله من الحلب، واستعير في غيره. ولفت وواثلة: بلدان. والنجام: واد. قال ويروى "صريخا محلبا". والصريخ: المغيث. ولفت: عقبة بطريق مكة عن أبى عبد الله، وقال الجمحى: هي ثنية جبل قديد. ويروى "من آل لفت" اهـ ملخصا.

<<  <  ج: ص:  >  >>