للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال معقِل بن خُوَيلِد بن واثِلةَ بنِ مطحل، وهو الوافِد على النجاشىّ، وفد عليه في أَسرى كانوا من قومِه، فكلمّهم فيهم، فوهبهمْ له

إمّا صَرَمْتِ جديدَ الحبا ... لِ مِنّا وغَيَّركِ الآشِبُ (١)

وقول العدوّ (٢) وأىُّ امرئٍ ... مِن الناس ليس له عائبُ

فيا رُبَّ حَيْرَى جُماديَّةٍ (٣) ... تَنزَّلَ فيها ندًى ساكِبُ

أراد يارُبَّ ليلةٍ حَيْرَى: قد تحيَّرتْ بظُلمتِها مِن شدّة مَطَرِها وسَوادِها.

مَلكتُّ سُراها إلى صُبْحِها ... بشُعْثٍ كأنّهمُ حاصِبُ

مَلكتُ: ضَبَطتُ. وشُعْث: رِجال. حاصِب: رِيحٌ جاءت بحَصْباء.

لهم عَدْوَةٌ كانقِصافِ الأتِىِّ ... مَدَّ بِه الكَدِر اللّاحِبُ

كانقِصاف: كاندِفاع. والقَصْفة: الدَّفْعة. والأتِى: السَّيْل الكثِير.

اللاّحب: الذي يَهوِى سِريعا مستقيما في مَرِّه.


(١) في السكرى أن أبا عبد الله لم يروها لمعقل هذا، وزعم أنها لخويلد أبيه. وفسر البيت فقال: الآشب: العائب. يقال: أشبه بذلك القول، أي عابه، وأصله الذى يخلط الكذب بالحق، يقال: أشبه يأشبه أشبا.
(٢) في رواية "العداة" مكان "العدوّ"
(٣) جمادية: باردة؛ لأن الشتاء يكون في جمادى حينئذ، قال في السكرى: "أي أنها ليلة قد تحيرت بظلمائها لم تكد تنقضى". ونحو من ذلك قول الآخر: "في ليلة من جمادى ذات أندية" الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>