للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثابت، يعني تأبَّطَ شرّا حين أَسرَ قيسَ بنَ عَيزْارة. سَرَا بزِّى: أي سَلبَه. وسَرَوْت عن ذراعى إذا حَسَرْت. وسَرَوْت الجُلَّ عن الفَرَس (١).

فَويْلُ أمِّ (٢) بزٍّ جَرَّ شَعْلٌ على الحَصَى ... فُوقِّرَ بَزٌّ ما هُنالِك ضائعُ

شَعْل: لَقَبُ تأبَّطَ شرّا، يريد فَوْيل أُمِّ بَزٍّ لهَلكَة شَعْل، وهو تأبّط شرّا وُلقِّب بذلك لأنه لبس سَيْف قيسٍ حين أَسَرَه، فجعل يجرّه على الحصَى. فوُقِّر أي صارت به وَقَرات وهَزَمات في السيف.

فإِنّك إذْ تَحْدُوكَ أمُّ عُوَيْمِرٍ (٣) ... لَذو حاجةٍ حافٍ مع القوِم ظالِعُ

قولُه: إذ تَحْدوك، أي تَتْبَعك الضَّبع، وهو مَثَل، أي تَسوقُك الضَّبعُ من ضَعْفِك. وظالِع، أي ضَعيف. يقول: تَسوقُك الضَّبعُ تَطمَع أن تَأكُلَك.

وقال نِساءٌ لو قُتِلتَ لساءَنا ... سِواكُنّ ذو الشَّجْوِ الّذى أنا فاجِعُ

يقول: ما لكنّ تبكين، يَبْكى عليّ أَهْلى. والفَجْع: نزول المصيبة.


(١) يقال: سروت الجل عن الفرس، أي نزعته. كما يقال: سروت عن ذراعى أي كشفت وحسرت. وقوله: "ذميما" أي غير محمود. ثم قال: "شل مني الأصابع" دعا على نفسه فقال: شل مني الأصابع ألا أكون سللت عليه السيف فقتلته، كما تقول: ثكلتنى أمي، لم لم أقتله، وقد أورد السكرى بعد هذا البيت بيتا آخر، وهو:
فيا حسرتى إذ لم أقاتل ولم أرع ... من القوم حتى شد مني الأشاجع
قال: وهذا البيت رواه أبو عمرو وحده.
(٢) شرح السكرى هذا البيت فقال: كان تأبط شرا قصيرا فلبس سيفه، أي سيف قيس، فجرّه على الحصى، فوقره جعل فيه وقرا. وقوله: فويل أم بز، أي فويل لأمه. وبزه: سلاحه، أخذه حين أسره فجعل يجرّه على الحصى، فأحدث هذا الجرّ بالسيف وقرات. (اهـ ملخصا).
(٣) أراد أم عامر، فصغر؛ وقوله: "حاف" كناية عن ضعفه وعدم قدرته على الهرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>