للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطَعْنٍ كَرمْح الشَّوْلِ أمستْ غَوارِزًا ... جَواذِبُها تأبَى على المتغبِّر (١)

يقول الشَّولُ إذا رُفِعت اللَّبنَ تأبى على الذي يَطلُب غُبْرَها. والغُبْر بقيّة اللَّبن. والمتغبِّر: الذي يَطلُبه، ويقال: جَذَبتْ: إذا رَفَعتْ لبنَها, وكذلك دَفْع هذه الطَّعْنة بالدّمِ كرَمْح هذه الشَّوْل.

مَننتُ على ليثِ بنِ سعدٍ وجُنْدُعٍ ... أَثِيبي بها سعدَ بنَ لَيْثٍ أو اكفُرِى (٢)

يريد أَثيبِى يا سعدُ أي اعرِفي هذا ليكون عندكِ ثَواب.

وقلتُ لهمْ قد أَدرَكتْكمْ كَتِيبةٌ ... مُفسِّدةُ الأَدبار ما لَم تُخَفَّرِ (٣)

ويروَى: ما لم تُنفَّر. قوله: "مفسِّدة" يقول: كَتيبةٌ إذا أَدركتْ دبر كتيبةٍ أفسدتْها. ما لم تخفَّر: ما لم تنفذ لها خفارتُها.


(١) في رواية "بطعن". والشول: الإبل الحوامل التي خفت ألبانها، فإذا أخذ اللبن في النقصان فذلك الجذوب بضم الجيم، يقال: ناقة جاذب. والمتغبر: الذي يطلب الغبر وهو بقية اللبن، أي أن هذه الناقة إذا قل لبنها تأبى عَلى المتغبر؛ ويقال: جذبت الناقة إذا رفعت لبنها؛ فشبه دفعة هذه الطعنة بالدم كرمح هذه الشول، وذلك أنها طلب منها اللبن فأبت على المتغبر، فرمحته ومنعته، فكذلك دفعة هذه الطعنة بالدم .. (اهـ ملخصا من السكرى).
(٢) في رواية:
مننت على سعد بن ليث وجندع ... أثيبي بها سعد بن ليث أو اكفر
وقال السكرى في شرح هذا البيت: أثيبي يا سعد أي اعرفى ليكون هذا ثوابا، وسعد: قبيلة.
(٣): شرح السكري هذا البيت فقال: مفسدة الأدبار: تطعن في الدبر. ما لم تنفر: تمنع. وقال الجمحي: ما لم تنفر، أي تهزم. ويقول الباهلي: إنها إذا شدّت على قوم قطعت دابرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>