للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومَرْقَبةٍ يَحارُ الطَّرْفُ فيها ... إلى شَمّاءَ (١) مُشْرِفِة القَذالِ

أقَمتُ بِرَيدِها يومًا طويلا ... ولم أُشرِفْ بهما مثلَ الخيَالِ (٢)

يقول: أَقمتُ مُستَترا لم أُشْرِف؛ لأنه انْ أَشَرفَ فُطِن به.

ومَقْعَدِ كُرْبةٍ قد كنتُ فيها ... مكانَ الإصبَعَينِ من القِبالِ

يقول: توسّطتُها كما يتوسّط قِبالُ النَّعلِ الأصبَعَين.

فلستُ لِحاصِنٍ إن لم تَرَوْنِى ... ببَطنِ صريحةٍ ذاتِ النِّجاِل (٣)

أي فلستُ لأمٍّ حاصِنٍ، والحاصن: العفيفة. ذات النِّجال، أي النَّزّ. صريحة: اسم موضع.

وأُمِّى قَيْنةٌ إن لم تَرَوْنى ... بعَوَرَشَ تحتَ (٤) عَرْعَرِها الطِّوالِ

عورَش: اسم موضع.


(١) الثماء: العالية. وفي رواية: "تزل الطير" مكان "إلى شماء". وشرحه السكرى فقال: ومرقبة: أراد ورب مرقبة، يحار الطرف فيها من بعدها. والقذال: الرأس، يريد رأس المرقبة.
(٢) الريد: الحرف يندر من الجبل. يقول: أقمت منكبا ولم أقم مشرفا؛ لأنه إن أشرف أنذر بأصحابه، وقد أورد السكرى بعد هذا البيت بيتا آخر، ونصه:
ولم يشخص بها شرف ولكن ... دنوت تحدر الماء الزلال
رواه أبو عبد الله وحده. يقول: لطأت كما يلطأ الحاذق ولم يشخص بها بصرى أي لم أرهب، ولكنى كنت بمنزلة الماء الذي يهتدى لمنحدره.
(٣) في رواية:
فأمى قينة إن لم ترونى ... ببطن صريحة ذات النجال
(٤) في السكرى: "وسط" مكان "تحت" وشرح البيت فقال: عورش: مكان. والعرعر: شجر، وكل أمة قينة. وكل عبد قين. والقين: الحداد. والقن (بكسر القاف وتشديد النون): أن يكون آباؤه وأجداده عبيدا، وجمعه أقنان.

<<  <  ج: ص:  >  >>