للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضرب الثالث: التقريب، ويختصّ بما يظنّ بعيدا، نحو: فويق السطح، ودوين السقف، وقبيل الشهر.

الضرب الرابع: التقليل، ويختص بالمقادير، نحو: مويل، ودريهمات، وحنيطة، وأجيمال.

الضرب الخامس: التعظيم وفيه خلاف (١)، كقول النّبىّ (صلّى الله عليه وسلم) لابن مسعود: «كنيف ملئ علما) (٢)، وكقوله (عليه السّلام) لعائشة: (يا حميراء) (٣).


(١) إذ زاده الكوفيون. انظر: ارتشاف الضرب (١/ ٦٧ آ)، توضيح المقاصد والمسالك (٥/ ٨٩).
(٢) هذا حديث موقوف على عمر بن الخطاب رضى الله عنه ولم يرفعه إلى النبى صلّى الله عليه وسلّم، فعن زيد بن وهب قال: (كنت جالسا عند عمر إذ جاءه رجل نحيف فجعل ينظر إليه ويتهلل وجهه ثم قال: كنيف ملئ علما، يعنى عبد الله بن مسعود).
وقد رواه الحاكم فى المستدرك (٣/ ٣١٨)، فى (كتاب معرفة الصحابة) باب (مناقب عبد الله بن مسعود) وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجاه). وقد وقع فى رواية الحاكم تحريف كلمة (كنيف) إلى كلمة (كيف).
ورواه ابن أبى شيبة فى المصنّف (١٢/ ١١٥)، ١١٦ (١٢٢٨٦)، وابن سعد فى الطبقات (٣/ ١٥٦)، وأبو نعيم الأصبهانى فى كتابه (حلية الأولياء: ١/ ١٢٩).
والفسوىّ - فى كتابه (المعرفة والتاريخ: ٢/ ٥٤٣)، والذهبىّ فى سير أعلام النبلاء (١/ ٤٩١) والكنيف: تصغير الكنف وهو الوعاء.
(٣) هو لفظة من حديث رواه ابن ماجه فى سننه (٢/ ٨٢٦) (٢٤٧٤)، كتاب الرهون، باب (١٦) عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت: (يا رسول الله ما الشئ الذى لا يحل منعه؟ قال: الماء والملح والنار، قالت: قلت يا رسول الله هذا الماء عرفناه فما بال الملح والنار؟ قال: يا حميراء من أعطى نارا فكأنّما تصدّق بجميع ما أنضجت تلك النار، ومن أعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيّب ذلك الملح ...).
وقد اختلف الناس فى هذا الحديث بين مصحّح ومضعّف ومكذّب، فممّن صحّحه الحاكم فى المستدرك (٣/ ١١٩)، وقال: (صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)، وعبد الفتاح أبو غدة فى تعليقه على (المنار المنيف في الصحيح والضعيف ص ٦٠ هـ ٢).
وممّن ضعّفه البيهقيّ في السنن الكبرى (١/ ٦)، كتاب الطهارة، باب (كراهة التطهير بالماء والشمس). والمحقق محمد ناصر الدين الألبانيّ فى كتابه (السلسلة الضعيفة ١/ ٣٥ (١٢٠). وممن كذّبه الإمام ابن القيّم فى كتابه (المنار المنيف فى الصحيح والضعيف ص ٦٠ - ٦١) (٨٨ - ٩١).
قال: (كذب مختلق)، والقارى فيما نقله عنه العجلونى فى (كشف الخفاء ومزيل الإلباس (١/ ٣٧٤ - ٣٧٥) (١١٩٨) قال: (وقد اشتهر أيضا حديث كلمتين يا حميراء وليس له أصل عند العلماء).