كتاب البديع في علم العربية

في المهالبة (١). فإن كان الجمع لا واحد له نسبت إليه بحاله، تقول في النّسب إلى نفر: نفريّ، وإلى رهط: رهطيّ (٢)، وإلى قوم: قوميّ، فإن جمعت هذا الجمع رددته إلى ما كان عليه، فتقول في أنفار: نفريّ، وفي أقوام: قوميّ.

وفي نسوة ونساء: نسويّ؛ لأنّ نساء جمع نسوة، ونسوة لا واحد لها من لفظها (٣).

وتقول في محاسن: محاسنيّ (٤)، وفي الأعراب: أعرابيّ (٥).

فإذا كان الجمع موضوعا للواحد نحو: معافر (٦)، ومدائن (٧)، وأنمار (٨)، وهوازن (٩)، نسبت إليه بحاله، فتقول: معافريّ، ومدائنيّ، وأنماريّ، وهوازنيّ؛ لأنّ هذه الأسماء صارت أعلاما، وزال عنها معنى الجمع، وقالوا في الأنصار: أنصاريّ (١٠)، فلم يردّوه إلى الواحد؛ لأن هذه الصفة صارت غالبة عليهم، فتنزلت منزلة الأعلام.

وعلى نحو من ذلك قالوا في أبناء فارس (١١): أبناويّ، وأجروه على

(١) الكتاب (٢/ ٨٩).
(٢) الكتاب (٢/ ٨٩)، والمخصص (١٣/ ٢٤٦).
(٣) انظر: الكتاب (٢/ ٨٩)، الأصول (٢/ ٤٢١ - ٤٢٢) (ر).
(٤) هذا قول أبي زيد نقله عنه ابن السراج في الأصول (٢/ ٤٢١) (ر).
وانظر: المخصص (١٣/ ٢٤٧)، والغرة - لابن الدهان (٢/ ٢٣٦ آ).
(٥) الكتاب (٢/ ٨٩).
(٦) قال سيبويه في الكتاب (٢/ ٨٩): (وهو فيما يزعمون معافر بن مر أخر تميم بن مر). وأخو تميم اسمه يعفر بن مر بن أد بن طابخة.
(جمهرة أنساب العرب: ٢٠٦).
وممن يعرف بمعافر: معافر بن يعفر بن مالك بن الحارث بن مرة. (جمرة أنساب العرب: ٤١٨).
ومعافر بن يعفر بطن من زيد بن كهلان من القحطانية، من أعظم القبائل باليمن.
(معجم قبائل العرب: ٣/ ١١١٥).
(٧) المدائن عاصمة فارس، فتحها المسلمون في صفر سنة (١٦ هـ).
(معجم البلدان: ٥/ ٧٤ - ٧٥).
(٨) بطن من العرب، كانت منازلهم ما بين حد أرض مضر إلى حد نجران وما والاها من البلاد، هم من ولد أنمار بن نزار بن معد بن عدنان.
(جمهرة أنساب العرب ١٠، معجم قبائل العرب ١/ ٤٧).
(٩) هوازن: بطن من قيس بن عيلان من العدنانية، وهم بنو هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة ابن قيس بن عيلان، منازلهم حول الطائف.
(معجم قبائل العرب: ٢/ ١٢٣١).
(١٠) الكتاب (٢/ ٨٩).
(١١) أبناء فارس: قوم من أولاد الفرس الّذين أرسلهم كسرى مع سيف بن ذى يزن لمّا جاء يستنجد بهم على الحبشة فنصروه وسكنوا اليمن وتزوّجوا في العرب فقيل لأولادهم: الأبناء.