للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحكم الثامن: الأسماء الموصولة لا يحسن أن توصف بعد تمامها بصلاتها؛]

لأنّهم حيث أرادوا ذلك أدخلوا النّعت في الصّلة إلا الّذي والّتي، تقول: رأيت الذي في الدار الكريم، ولا تقول: رأيت من في الدار الكريم، ولا رأيت ما في الدار، الكثير، وكذلك لا يوصف بهن إلا الّذي والّتي تقول: رأيت الرجل الذي في الدار، ولا تقول: رأيت الرجل من في الدار، ولا رأيت الشيء ما في الدار على الوصف، ف «الذي» لمّا كان يوصف بها حسن أن توصف، ولمّا لم يوصف ب «من وما» لم يجز أن توصفا، قال الفّراء: (من نعت من وما على القياس لم نردد عليه ونخبره أنه ليس من كلام العرب،) (١). وحكى الصيمريّ: أنّ الأسماء الموصولة كلّها لا توصف (٢).

الحكم التاسع: إذا أدخلت الألف والّلام على اسم الفاعل المثنّى والمجموع جئت بعلم التّثنية والجمع،

فتقول: القائمان الزيدان، والقائمون الزيدون، كما تقول:

اللذان قاما الزيدان، والذين قاموا الزّيدون، وتقول: القائم أخواهما الزّيدان، والقائم أخوهم الزّيدون، فتوحّد اسم الفاعل كما توحّد الفعل.

الحكم العاشر: تقول: أحبّ أن تذهب فتضرب زيدا،

فالثّاني مرتّب على الأوّل بالفاء، تقديره: أحبّ ذهابك فضربك زيدا، ولو جعلت مكان الفاء واوا لم يكن للحبّ بأحد الأمرين اختصاص بتقديم أو تأخير، فإن قطعت الثّاني عن الأوّل رفعته فقلت: أريد أن أزورك فيمنعني البوّاب؛ لأنك أردت أحد الأمرين ولم ترد الآخر، ولو قلت: أريد أن أزورك فتكرمني، حسن النصب؛ لأنك تريد الأمرين.

ويجوز الرفع على، القطع كقوله (٣):


(١) انظر: اشتقاق أسماء الله - للزجاجي (٤٥٨)، وقد التبس النص على محقق الكتاب فجعل الصحيح في الهامش.
(٢) قال في التبصرة والتذكرة (١/ ٥١٨): (ولا توصفان، أعني «الذي والتي»؛ لأن صلتهما توضحهما فتستغنيان بها عن الصفة، وأما من وما وأي، فلا يوصف بهن؛ لأنهم موضوعات وضع الأجناس المبهمة في أول أحوالها، ولا يوصفن أيضا للعلة التي امتنعت صفة الذي من أجلها).
(٣) هو: عروة بن حزام.
وقد سبق الاستشهاد بالبيت في الجزء الأوّل ص ٦٠٠.