للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر ... فإنّ قومي لم تأكلهم الضّبع (١)

قال سيبويه (٢): وإنمّا هي أن ضمّت إليها" ما" عوضا من ذهاب الفعل، وهي" ما" التوكيد، تقديره: لأن كنت ذا نفر، ومنه قول العرب: (أمّا انت منطلقا انطلقت معك) (وأمّا زيد ذاهبا ذهبت معه) (٣)

[الصنف الثالث والعشرون: حرف الردع.]

وهو" كلّا"، قال سيبويه: (هو ردع وزجر) (٤) وقال الزجّاج:


(١) بيت من قصيدة للعباس قالها جوابا لشعر أتاه من خفاف بن ندبة أبي خراشة: ديوانه ١٢٨.
وأبو خراشة: هو خفاف بن ندبه.
قوله: (ذا نفر) نفر الرجل: رهطه.
وعجز البيت كناية عن قوّتهم فلا يقتلون فتأكلهم الضّبع؛ لإنّ المشهور أنّ الضّبع لا تأكل إلا الأموات.
وفي جمهرة اللغة ١/ ٣٠٢، والإصابة ٣/ ١٤٨، روي البيت: (أيا خراشة أما كنت ذا نفر) وحينئذ لا شاهد فيه. والبيت في كثير من كتب النحو واللغة منها:
الأزهية ١٤٧، الاشتقاق ٣١٣، الأفصاح ٢٨٨، الإمالي الشجرية ٢/ ٣٥٠، الإيضاح العضدي ١٩٠، التخمير ١/ ٤٢٦، ثمار القلوب فى المضاف والمنسوب ٣٢٠، الجني الداني ٥٢٨، الحيوان ٥/ ٢٤، الخزانة ٢/ ٨٠، ٤/ ٤٢١، الدور اللوامع ١/ ١٩٢، شرح أبيات المغنى ١/ ١٧٣، شرح الجمل ٢/ ٣٨١، شرح الحماسة للمرزوقي ٢/ ٧٨٢، المحكم ١/ ٢٥٧، المسائل المشكلة ٣٠٩، المسلسل ١٢٦، المقرب ١/ ٢٥٩، المنصف ٣/ ١١٦، الهمع ١/ ١٢٣.
(٢) قال في الكتاب ١/ ١٤٨: (فإنما هي أن ضمت إليها" ما" وهي ما التوكيد ولزمت كراهية أن يجحفوا بها لتكون عوضا من ذهاب الفعل، كما كانت الهاء والألف عوضا فى الزنادقة واليماني).
(٣) الكتاب ١/ ١٤٨.
(٤) الكتاب ٢/ ٣١٢، وانظر المفصل ٣٢٥، وهو مذهب الأخفش والمبرّد وعامّة البصريّين (رسالة كلّا للطبري ١٥، البحر المحيط ٦/ ١٩٧).