للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوّ، وعدّ، وودّ، وزمّاء، وزمّ، ولذلك قالوا: وتد يتد، ووطد يطد، وقالوا في مصدرهما: تدة، وطدة، كأنّهم كرهوا وتدا ووطدا؛ لأنّهم مع بيانه وإدغامه بين نقل مكروه، ولبس مانع (١)، فأمّا ودّ فليس مدغما، ولكنه لغة في:

وتد (٢)، ومنهم من جعله مدغما (٣)، فإن أمن اللبس جاز الإدغام، نحو:

امّحى وهمّرش (٤)، أصلهما: انمحى وهنمرش، ووزنهما انفعل وفنعلل، فأدغم؛ لأنّ افّعل وفعّلل، ليس من أبنيتهم؛ فأمنوا اللبس. وإن كان المتقاربان في كلمتين، وقبل الأول متحرك أو مدة، فالإدغام جائز؛ لأنّه لا لبس فيه ولا تغيير، نحو: اقطع حبلك، ومن لك، وعن رأسك، والمال لك.


(١) المفصل ٣٩٦، وانظر: الكتاب ٢/ ٤٢٥.
(٢) الإدغام لغة بني تميم: أسكنوا التاء كما قالوا في فخذ: فخذ، فأدغموا. انظر: الكتاب ٢/ ٤٢٩، الأصول ٢/ ٦٩٢، المفصّل ٤٠٤، واللّغة الحجازية (وتد) وهي الجيّدة.
(٣) قال ابن جني في سر الصناعة ١/ ٢٠٢: (قولهم في وتد: ودّ، هو أيضا إبدال إدغام من جنس ادكر).
(٤) الهمّرش: المرأة الكبيرة.