للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد وقعت فى أوّل أحوالها بالألف واللّام معرفة (١)، وليس لها نكرة، فلا يقال:

آن؛ ولذلك بنيت (٢).

وأمّا أين وأنّى: فمتقاربا المعنى فى الدّلالة على المكان، ويرد بيانهما فى باب الاستفهام (٣)، والشّرط (٤).

الثّانى: الأسماء المركّبة ممّا لا يجيء له باب، وهى على ضربين.

ضرب يقتضى تركيبه أن يبنى الاسمان معا.

وضرب لا يقتضى تركيبه إلا بناء الأوّل منهما، والفرق بينهما؛ أن أمّا تضمّن الاسم الثّانى منه حرف، بنى شطرة بوجود علّتي البناء فيهما معا.

أمّا الشطر الأوّل، فلأنّه تنزّل منزله بعض الكلمة. وأمّا الثّانى، فلأنّه تضمّن معنى الحرف.

وأمّا ما خلا الاسم الثّانى منه من تضمّن الحرف، فيبنى الاسم الأوّل، ويعرب الثانى.

فمثال القسم الأوّل قولهم:" وقعوا فى حيص بيص" (٥)، وتفرّقوا شغر


(١) - هذا هو رأى المبرّد وابن السرّاج، ووافقهما الزمخشرىّ. انظر: ابن يعيش فى الموضع السابق والهمع ٣. ١٨٥.
(٢) - وذهب بعضهم إلى أنه معرب، وفتحته إعراب على الظرفيّة، وضعّفه ابن مالك، واختار السيوطى القول بإعرابه، انظر: الجمع ٣/ ١٨٦.
(٣) - ٢/ ٢١٧.
(٤) - ١/ ٦٢٧.
(٥) - أى: وقعوا فى فتنة واختلاط من أمرهم، وهما اسمان مركبان بتيا بناء خمسة عشر، والذى أوجب بناءهما: تقدير الواو فيهما. وحيص: مأخوذ من حاص يحيص إذا فّر يقال: ما عنه محيص أى مهرب: وبيص قولهم: باص يبوص، أى: فات وسبق؛ فالحيص: التأخر والهرب، والبوص:
التقدّم والسّبق، وكان ينبغى أن يقال: حيص بوص، بالواو فى الثانية، غير أنهم أتبعوا الثاني الأوّل. ابن يعيش ٤/ ١١٥.