للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منصوبة الموضع على التّمييز، تقديره: والأثرون رجلا يعدّ عدا، وفى هذا التقدير تعسّف (١). وأمّا البناء على الحركة: فينقسم بأقسام الحركات؛ فتحا وضما وكسرا.

أمّا الفتح: فيكون فى أقسام الكلم ثلاثتها.

فمثاله فى الحرف نحو: إنّ ولعلّ. وثمّ، وإنّما بنيت على حركة، لالتقاء السّاكنين، وخصّت بالفتح؛ لخفّته، ولهذه الحروف وأمثالها أبواب تخصها.

ومثاله فى الفعل، جميع أمثلة الفعل الماضى - قلّت حروفه أو كثرت - إذا كانت عارية من مانع: كنون جماعة النساء، وتاء الضّمير، نحو: ضرب وانطلق، واستخرج، وإنما بنيت على حركة تمييزا لها على فعل الأمر؛ لوقوعها موقع الاسم فى الصّفة، كقولك: مررت برجل قائم، ولوقوعها موقع المضارع فى قولك: إن قمت قمت، وخصّت بالفتح؛ طلبا للخفّة، وقد جاء فى الشّعر ساكنا، كقوله (٢):

فلمّا تبيّن غبّ أمرى وأمره ... وولّت بأعجاز الأمور صدورها

ومثاله فى الاسم، نحو؛ أين، وكيف، وحيث، وحيث، فى لغة، فبنيت أين وكيف؛ لوقوعهما موقع حرف الاستفهام، وبنيتا على حركة؛ لالتقاء السّاكنين، وخصّتا بالفتح؛ استجفافا.

وأمّا الضّمّ: فيكون فى الحرف والاسم دون الفعل، فمثاله فى الحرف:


(١) - بيّن ذلك التّعسف البغدادىّ فى الموضع السّابق من شرح أبيات المغنى.
(٢) - هو نهشل بن حرّىّ.
وانظر: الخصائص ١/ ٧٤ والمحتسب ١/ ١٨٤ والضرائر ٨٨، وورد فى تهذيب الأزهرى ١٦/ ١١٠ وفى اللسان (غبب) و (نأش) برواية: فلما أن رأى ... ولا شاهد فيه على هذه الرواية والغبّ - بكسر الغين - والمغبّة: عاقبة الشيئ.