للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان الشبّأن والقصّة زيد ذاهب. وقد شبّهوا كاد بكان، كقوله تعالى: مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ (١).

المتعلّق الرّابع: اسم الفاعل

، إذا اعتمد على همزة الاستفهام، أو حرف النّفى، كقولك: أقائم الزّيدان؟ وما ذاهب العمران، حصل له حكم مركّب من حكمين.

أحدهما: فعلىّ وهو: العمل، فارتفع به الزّيدان ارتفاعهما بالفعل.

والثانى: اسمىّ وهو: إعراب المبتدأ؛ فارتفع بالابتداء - وإن كان نكرة - لنيابنه مناب الفعل، وسدّ معموله - الذى هو الزّيدان - مسدّ الخبر؛ لأنّه بمنزله قولك: أيقوم الزّيدان؟ ولا يجوز أن يكون" الزيدان" مبتدأ و" قائم" الخبر لاختلافهما فى العدّة.

والثانى هو الأوّل فى باب الابتداء؛ ولا تعكس القضيّة لهذه العلّة؛ ولأنّ" الزيدان" معرفة و" قائم" نكرة، وحيث ينزّل منزلة الفعل، لم يجز أن يخبر عنه؛ لأنّ الفعل لا يخبر عنه.

ولا يجوز تثنيته ولا جمعه؛ فلا تقول: أقائمان الزّيدان؟ ولا: ما ذاهبون


(١) - ١١٧ / التوبة. وقال مكّى بن أبى طالب:" قراءة حفص وحمزة، بالياء، على تذكير الجمع، كما قال: وَقالَ نِسْوَةٌ، وفى" كاد" إضمار الحديث، فارتفعت" القلوب" ب" يزيغ؛ ولأجل هذا الإضمار جاز أن يلى" يزيغ"" كاد"، كأن ذلك المضمر حال بينهما، وصارت" يزيغ قلوب" خبر" كاد"، ويجوز أن ترتفع" القلوب" ب" كاد" ويقدّر فى" يزيغ" التأخير، والتقدير: من بعد ما كادت قلوب فريق منهم تزيغ، وهذا التقدير فى قراءة من قرأ بالتاء، يحسن، وهم الباقون من القراء غير حمزة وحفص ... " انظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع ١/ ٥١٠.