للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" قائم" ضمير يعود إلى" الأخ"، فأمّا و" أخوه" مرفوع ب" قائم" فلا.

الحالة الثالثة: أن يجرى الضّمير على غير من هو له، فيبرز؛ دفعا للّبس إذا وقع خبرا، أو وصفا، أو حالا، أو صلة؛ لأنه لمّا نقص هذا الضرب عن رتبة الفعل فى تحمّل الضمير، وقصر عنه فى الظّهور لفظا، احتاجوا أن يظهروه، ألا ترى أنّ" ضاربا" يتحمّل ضمائر مختلفة: للمتكلّم، والمخاطب والغائب، تقول: أنا ضارب، وأنت ضارب، وهو ضارب.

والفعل يلحقه لكلّ منهم علامة تخصّه، تقول: ضربت، و: ضربت و:

ضرب، فلذلك أبرزوا الضمير، تقول: هند زيد ضاربته هى، فهند مبتدأ أوّل، وزيد مبتدأ ثان، وضاربته" خبر زيد"، هو ل «هند» فقد جرى على غير من هو له؛ فأظهرت الضمير المستتر فى" ضاربته" وهو" هى"، وارتفع بأنّه فاعل وتنزّل منزلة الظّاهر؛ فكأنّك قلت: هند زيد ضاربته جاريتها، وكذلك تقول:

زيد ضاربه أنا، أو أنت، فتبرز ضمير المتكلّم، إذا جعلت الفعل/ لك، وضمير المخاطب إذا جعلته له، حيث جرى فيهما خبرا لزيد.

وبين المسألتين فرق: وذلك: أنّ الأولى إذا لم يبرز الضّمير، الذّى هو" هى" علم أنّ زيدا لا حظّ له فى الفعل، والثّانيه إذا لم يبرز الضّمير، الذى هو" أنا" و" أنت" لم يعلم أنّ الفعل لغير" زيد"، إلّا أنّ اللّبس لمّا خصل فى مواضع، أجروا الباب على سنن واحد، فأبرزوا الضّمير.

وقد أبرزوا الضمير مع الفعل، فقالوا: زيد أخوه يضربه هو، إذا جعلت الفعل لزيد.

وممّا يوضّح لك هذا الأمر؛ التّثنية والجمع، تقول: الهند ان الزّيد ان ضاربتهما هما، فتثنىّ الضمير دون اسم الفاعل؛ لأنّه جار مجرى الفعل