للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القلّة كلّها، ولكنّه لا يخرج عن حدّ التّوقيت؛ من حيث دلالته على عدد، بخلاف قولك: ضربت ضربا؛ فإنّه لا يدلّ على

عدد، فإن قلت: ضربت ثلاث ضربات، كان مثل ضربة وضربتين فى كمال التوقيت، إلا أنّ الفعل فيه واقع على ما هو مصدر من جهة المعنى؛ لأنّ العدد عبارة عن المعدود، وليس باسم له.

وأمّا المبهم: فلا يجوز جمعه؛ فلا تقول: قتلت قتولا، ولا: ضربت ضروبا، إلّا على إرادة تفريق الجنس، واختلاف أنواعه، كقوله تعالى:

وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١)، وكقوله: أَضْغاثُ أَحْلامٍ (٢)، وكقول الشّاعر (٣):

هل من حلوم لأقوام فتنذرهم ... ما جرّب الدّهر من عضّى وتضريسى

وكقولك: فلان ينظر فى علوم كثيرة، وهذا النّوع لم يّطرد، فلم يقولوا:

السّلوب، والنّهوب، وإنّما يكون ذلك - غالبا - فيما ينجذب إلى الاسميّة، نحو: العلم والحلم والظّنّ، وأشباه ذلك.

فإن قصدت بالمبهم الحدث، فالأكثر الأعرف أن يقال: ضروبا من القتل، وضروبا من العلم.

وأمّا التثّنية فأصلح قليلا من الجمع، تقول: قمت قيامين وقعدت قعودين، والأحسن فيهما أن يقال: قمت نوعين من القيام، وقعدت نوعين من القعود.

النّوع الثانى: فى المفعول به،

وفيه فصلان:


(١) - ١٠ / الأحزاب.
(٢) - ٥ / الأنبياء.
(٣) - هو جرير. انظر: ديوانه ٢٥١.
وانظر أيضا: اللسان وتاج العروس (حلم)
التضريس: مصدر: ضرّسته الحروب، أى: جرّبته وأحكمته، ويقال: رجل مضرّس، أى: قد جرّب الأمور.