للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالعامل فى" إذ": وشاحى، ومنه قوله (١):

أنا أبو المنهال بعض الأحيان

فاستخرج من العلم معنى نصب به الظّرف، وهو: القوّة، والنّجدة، وأنّه شّبّه نفسه بأبى المنهال؛ فعملت المماثلة فى الظّرف، كما عملت فى التّمييز والحال، فى قولك: زيد الشّمس ضياء، والأسد شدّة.

وأمّا العامل المضمر: فعلى ضربين: ضرب لا يجوز إظهاره، وضرب يجوز إظهاره.

فالأوّل: إذا وقع الظرف خبرا لمبتدأ، أو صفة، أو صلة، أو حالا، كقولك: زيد خلفك، والقتال أمامك والمسير يوم الجمعة، والهلال الليلة، تقديره: استقرّ خلفك، وأمامك، ويوم الجمعة، أو مستقرّ خلفك.

ومن هذا القسم ما أضمر عامله على شريطة التفسير، كما سبق فى المفعول به (٢)، تقول: اليوم سرت فيه، وأيوم الجمعة ينطلق زيد؟ والمكان جلست فيه؟ تقديره: سرت اليوم، وأينطلق زيد يوم الجمعة؟

والثانى: نحو قولك فى جواب من قال: متى سرت؟: يوم الجمعة، وأين قعدت؟: خلفك، وكم سرت؟: عشرين فرسخا، فلك (٣) أن تقول فى جوابه: سرت يوم الجمعة، وقعدت خلفك، وسرت عشرين فرسخا، ومثل


(١) هو أبو المنهال، وهو بعض بني أسد، واسمه: أبو عيينة بن المهلّب.
والبيت من شواهد أبي عليّ في" كتاب الشعر" ٢٥٠ وانظر أيضا: الخصائص ٣/ ٢٧٠ والمغني ٤٣٤، ٥١٤.
والمنهال: الرجل الكثير الإنهال، والمنهال أيضا: الغاية في السّخاء.
(٢) انظر: ص ١٤٦.
(٣) كذا فى الأصل، والأولى: ولك أن تقول.