للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لما أضيفت إليه، كقولك: مررت برجل حسن الوجه، تقديره: حسن وجهه، فلمّا نقلت ضمير صاحب الوجه إلى" حسن" لم/ يمكن أن ترفع" الوجه" به؛ لأنّ الفعل الواحد لا يرفع اسمين؛ فلمّا احتجت أن تبيّن موضع الحسن أضفت الصّفة إليه، فإن وصفت به معرفة أدخلت الألف والّلام على الأوّل، وتجرّ الثاني، وتنصبه، فتقول: مررت بالرّجل الحسن الوجه، والوجه، وسيجئ بيان هذا فى باب (١) العوامل مستقصى.

الّصنف الثالث: أفعل، إذا أضيفت إلى ما هو بعض له، كقولك: زيد

أفضل القوم، ومررت برجل أفضل القوم، وله في الكلام ثلاثة أماكن:

الأوّل: أن يتصل ب" من"، وحينئذ يكون للمذكرّ والمؤنّث والاثنين والجمع، على صورة واحدة، ولا تدخله ألف ولام ولا إضافة، تقول: زيد أفضل من عمرو، وهند أفضل من دعد، والزّيدان أفضل من عمرو، والزّيدون أفضل من عمرو، ولا تقول: زيد أفضل غلام من عمرو، ولا زيد الأفضل من عمرو، فأمّا قوله (٢):

ولست بالأكثر منهم حصى ... وإنّما العزّة للكاثر

فليست" من" فيه بالتّي نحن بصددها، وإنّما هي بمعنى" في"، كقولك:

أنت منهم الفارس الشّجاع، أي: من بينهم وفيهم، فيكون التقدير: لست


(١) انظر ص.
(٢) هو الأعشى. انظر ديوانه ١٤٣.
انظر: الخصائص ١/ ١٨٥ و ٣/ ٢٣٤ وابن يعيش ٣/ ٦ و ٦/ ١٠٠، ١٠٣، ١٠٥ والمغني ٥٧٢ وشرح أبياته ٤/ ٣٢٧ والخزانة ٨/ ٢٥٠.
حصى: المراد لست بالأكثر منهم عددا.