للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخبر، قال سيبويه: وبعض العرب يجرّه، وهم (١) قليل، تقول: مررت برجل أسد أبوه، إذا أردت أن تجعله شديدا، فإن قلت: مررت بدابّة أسد أبوها، رفعت؛ لأنّك إنّما تخبر أنّ أباها هذا السّبع، وإن أردت هذا المعنى فى الأناسيّ، رفعت، إلّا أنّك لا تجعل خلقة أبيه كخلقة الأسد؛ لأنّ هذا لا يكون، ولكنّه يجيء كالمثل.

وأمّا المضاف: فكقولك: مررت برجل أيّ رجل، وأيّما رجل، وكلّ رجل، ورجل رجل صدق، وبرجل رجل سوء، وبرجل مثلك، وغيرك.

فإن جعلت شيئا من هذه الصفات لشيء من سبه، لم تصف به الأوّل، ورفعته، فتقول: مررت برجل مثلك أخوه، ورجل من سبه، لم تصف به الأوّل، ورفعته، فتقول: مررت برجل مثلك أخوه، ورجل أبو عشرة أبوه، وقد أجاز بعضهم (٢) وصف الأوّل به، وهو قليل.

وأمّا الموصول: فهو مشبّه (٣) بالمضاف، نحو قولك: مررت برجل أب لك، وصاحب لك، وأفضل منك. فإن علّقتها بشئ من سببه، رفعت، فقلت:

مررت برجل أب لك (٤) أبوه، وصاحب لك أخوه، وأفضل منك ابنه، والجرّ لغة، وليست بالجيّدة (٤)، قال سيبويه: قول النحويّين: مررت برجل أسد شدّة وجرأة، إنّما يريدون: مثل الأسد، وهذا ضعيف قبيح؛ لأنّه لم يجعل صفة (٥)؛ وإنّما


(١) انظر: الكتاب ٢/ ٢٨.
(٢) انظر: الكتاب ٢/ ٢٤ - ٣٠.
(٣) قال ابن السّراج في الأصول ٢/ ٢٩: «وإنما أشبه المضاف؛ لأنّه لم يستعمل إلا مع صلته»
(٤) الكتاب ٢/ ٢٦، ٢٨، ٢٩.
(٥) الكتاب ١/ ٤٣٤.