للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكم الثالث: الوصف لا يكون أخصّ من الموصوف، وقد يكون مثله؛ فيترتّب على ذلك أن لا يوصف مضمر، ولا يوصف بمضمر؛ لأنّ المضمر أعرف المعارف عند سيبويه (١) فلم يعرض له اشتراك يحتاج أن يزال بالوصف؛ ولأنّ المضمر غير مشتّق، ولا يقارب المشتقّ. وقد أجاز بعضهم (٢) وصف المضمر الغائب، نحو: رأيته الظريف. وجوّز سيبويه:

قمت أنت (٣) / فجعل «أنت» وصفا للتاء (٤)، وهذا ليس على حد الصّفة بالمشتقّ، وإنّما هو علي حدّ التوكيد (٥) وأمّا باقى المعارف فإنّها توصف.

أمّا الأعلام فلا يوصف بها، لأنّها غير مشتقّة، ولا مقاربة له، وما جاء منها فإنّه يكون عطف بيان، وتوصف بثلاث معارف؛ للاشتراك الحادث فيها:

أحدهما: المعرّف باللّام، نحو: مررت بزيد الكريم.

الثّاني: المضاف إلي معرفة، نحو: مررت بزيد صاحبك، وصاحب عمرو. وصاحب الأمير.


(١) لم أقف علي نصّ في الكتاب يحدّد مذهب سيبويه في ذلك، وقد نسب النحاة إلي سيبويه هذا الرأي، كما نسبوا إليه رأيا آخر في المسألة؛ إذ قال غير واحد: إنّ القوّل بأنّ العلم أعرف المعارف منسوب إلى سيبويه أيضا. وانظر فى المسألة حاشية المقتضب ٤/ ٢٨١ والتبصرة للصيمريّ ٣٢ ففي الموضعين فضل بيان لمن أراد.
(٢) هو الكسائيّ كما فى الهمع ٥/ ١٧٦.
(٣) الكتاب ٢/ ٣٧٨، ٣٧٩، ٣٨١، ٣٨٢.
(٤) في الأصل: للتاء والكاف، هذا ولم يسبق له التمثيل إلا بقوله: قمت أنت، وقد ورد في سيبويه: مررت بك أنت ....
(٥) قال سيبويه في الكتاب ٢/ ٣٨٥: «... وليس وصفا بمنزلة الطويل، إذا قلت: مررت بزيد الطويل، ولكنّه بمنزلة نفسه، إذا قلت: مررت بزيد نفسه ... ولست تريد أن تحلّيه بصفة ...».