للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثّالث: في النّدبة

وفيه ثلاثة فروع:

الفرع الأوّل: في معناها

، النّدبة: الاسم من قولك: ندب الميّت يندبه، إذا اتفجّع عليه وذكر خلاله الجميلة؛ في معرض المدح، وإظهار اللجزع وقلّة الصّبر على فقده، وتعلّلا بمخاطبة الميّت خطاب الحيّ، وإعلاما من النادب بما آلت حاله إليه.

وأكثر ما يتكلّم بها (١) النساء؛ لأنّهنّ أرقّ قلوبا، وأكثر جزعا، وأقلّ في عاقبة الأمر نظرا.

وهي مستندة إلى أصل؛ وذلك: أنّ من شأن العرب مخاطبة/ الدّيار والرّسوم، ونداء الأطلال والأشجار وغيرها من الجمادات، ممّا لا يسمع، ولا يجيب، وعلى نحو من ذلك جاءت النّدبة، بل هي أقرب حالا؛ فإنّ الميّت وإن لم يجب، فقد كان للإجابة أهلا

الفرع الثّاني: في حروفها

وهي أربعة، ولها موضعان:

أحدهما: في أوّل الاسم المندوب، وهما:" يا" و" وا".

والثّاني: في آخره، وهما" الألف"، و" الهاء".

أمّا" الأوّلان" فلا بدّ من أحدهما، ولا يجوز حذف واحد منهما، كما جاز في بعض الأسماء المناداة و" وا" أخصّ بالنّدبة من" يا"؛ لاشتراكها مع النّداء في" يا".


(١) في أصول ابن السّرّاج ١/ ٣٥٨:" .. وقال الأخفش: النّدبة لا يعرفها كلّ العرب، وإنّما هي من كلام النّساء".