للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" سوف" وقبله" أن"؛ ليكونا بمنزلة المصدر، تقول: عسى زيد أن يقوم، ومنه قوله تعالى: فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ (١)، وهي في هذا القسم بمعنى" قارب"، أى: قارب زيد القيام. وقد أدخلوا على الفعل (٢) " السّين" في الشّعر شاذا، ولا تقول: عسى زيد أن يحجّ العام، حتى تقول:

المستقبل؛ فإنّ الأوّل من مواضع" كاد".

الثّاني: أن يكون اسمها" أن" والفعل، فتخليها من الضّمير، ولا تحتاج إلى خبر؛ لحصول الفائدة، وتكون" أن" والفعل في موضع رفع، بعد أن كانت فى موضع نصب، تقول: عسى أن يقوم زيد، ومنه قوله تعالى:

وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (٣)، وهي في هذا القسم بمعنى" قرب"، أى: قرب قيام زيد.

وإنّما ألزموها" أن"، ولم يقولوا: عسى زيد الخروج، ولا عسى خروج زيد، كما قالوا في" قارب" و" قرب"؛ لأنّ" أن" إذا دخلت على" يفعل" لم يصلح إلا للاستقبال؛ ولذلك امتنعوا من دخول السّين و" سوف" عليه، فلمّا كان غرضهم في" عسى" تقريب المستقبل، لم يفارقوا الّذي هو علم الاستقبال.

الحكم الثّاني: لا يخلو الاسم الصّريح: أن يكون قبل" عسى" أو بعدها أو بعد" أن" والفعل.


(١) ٥٢ / المائدة.
(٢) أى الفعل الواقع في خبر" عسى" قال الشاعر:
عسى طيّئ من طيّئ بعد هذه ... ستطفئ غلّات الكلى والجوانح
انظر ابن يعيش ٧/ ١١٨ و ٨/ ١٤٨ وشرح أبيات المغنى ٢/ ٣٤٤ - ٣٤٥ والخزانة ٩/ ٣٤١.
(٣) ٢١٦ / البقرة.