للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محذوفا؛ للعلم به، التقدير: بئس مثل القوم الذين كذّبوا بآيات الله هذا (١)؛ لأنّ قبله كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً (٢) ف" هذا" إشارة إلى المثل المذكور.

الحكم الثّالث: قد اختلف في وصف المعرّف بالألف والّلام:

فمنهم (٣) من لم يجز وصفه، سواء كان الوصف خاصّا، كالكاتب والظّريف، أو عامّا، كالقائم والقاعد؛ لعدم افتقاره إلى تخصيص باستغراقه الجنس.

والفارسيّ (٤) قد جوّز وصفه، وجاء في الشّعر موصوفا، قال (٥):

نعم الفتى المرّيّ أنت إذا هم ... حضروا لدى الحجرات نار الموقد


(١) انظر: إعراب القرآن لأبي جعفر النحّاس ٣/ ٤٢٨ ومشكل إعراب القرآن لمكيّ بن أبي طالب ٢/ ٣٧٧.
(٢) ٥ / الجمعة.
(٣) وهم الجمهور. انظر: الهمع ٥/ ٣١.
(٤) لم أقف على هذا الرأي للفارسىّ فيما بين يدىّ من كتبه المطبوعة، وقد نسب هذا. الرأى إلى الفارسىّ السيوطيّ في الهمع ٥/ ٣١.
وفي أصول ابن السرّاج ١/ ١٢٠:" .. قالوا وقد جاء في الشعر منعوتا، لزهير:
نعم الفتى المرّيّ .. البيت
وهذا يجوز أن يكون بدلا غير نعت؛ فكأنّه قال: نعم المرىّ أنت .. "، هذا وقد ذكر ابن هشام فى المغنى ٥٨٧ أن ابن السرّاج منع وصفة، وأن الفارسىّ تابعه فى المنع، وذكر البغدادىّ ذلك أيضا فى شرح أبيات المغنى ٧/ ٢٣٥.
(٥) هو زهير بن أبى سلمى. ديوانه ٢٧٥.
انظر: الأصول ١/ ١٢٠ والمغني ٥٨٧ وشرح أبياته ٧/ ٢٣٥ والخزانة ٩/ ٤٠٤.
المريّ: المنسوب إلى مرّة، وهو من أجداد سنان بن أبى حارثة، وكان زهير مادحا له، ولابن هرم بن سنان. المرّيّ" أنت" هو المخصوص
بالمدح، و" إذا" ظرفيّة،" وهم" فاعل لفعل محذوف، بفسّرة ما بعده، و" لدى" ظرف متعلّق ب" حضروا". والمراد بالحجرات: البيوت التى ينزل فيها الضيوف. والموقد: هو الذى يوقد النار لبدلّ بها الغرباء والعفاة.