للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكم الخامس: قد كفّوا" ما" ب" إن"، وأبطلوا عملها، فقالوا: ما إن زيد قائم، وبعضهم يدخل" إن" مع وجود" الباء"، وتكون" إن" عنده زائدة؛ فتقول: ما إن زيد بقائم، كقول الشاعر (١):

لعمرك ما إن أبو مالك ... بوان ولا بضعيف قواه

النّوع الثّالث: فى" لا" النافية، وفيه فرعان:

الفرع الأوّل: فى تعريفها

" لا" النّافية محمولة فى العمل على" إن" المخفّفة؛ حملا للشّئ على نقيضه، أو على المصدريّة؛ للمشابهة الّلفظيّة؛ ففتحوا بها النكرة المفردة، ما دامت تليها، وبنوها معها إذا قصدوا العموم؛ نفيا للجنس، إذا كانت جوابا، كقولك: هل من/ رجل فى الدّار، ونحوه؛ فتقول فى الجواب: لا رجل فى الدّار، ولا غلام عندك، ولا رجل أفضل منك، فالرّجل اسم" لا" وهو مبنىّ على الفتح.

وهما فى تقدير المبتدأ، وما بعده خبرها، وهو مرفوع بها. وسيبويه لا يرفعه بها، وإنّما هو مرفوع على ما كان عليه (٢)، قال سيبويه: وأمّا" لا" فتكون نفيا لقول القائل: هو يفعل، ولم يقع الفعل فتقول فى الجواب (٢): لا يفعل، وترد فى الكلام على معان، هذا أحدها، ويرد باقيها فى أبنية (٣) الحروف.


(١) هو المتنخّل الهذليّ. الهذليّين ١٢٧٦.
وانظر: الشعر والشعراء ٦٦٠ والهمع ٢/ ١٢٧ والخزانة ٤/ ١٤٦.
(٢) الكتاب ٤/ ٢٢٢.
(٣) انظر ٢/ ٤٢٤، ٤٢٥، ٤٢٧، ٤٢٨.