للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعلماء في مثنّى الأعلام ومجموعها مختلفون، فمنهم من يلحقه الألف واللام عوضا عما سلب من التعريف، فيقول: الزيدان والزيدون، وهم الأكثر (١) ومنهم من لا يدخلهما عليه ويبقيه على حاله قبل التثنية والجمع، فيقول: زيدان وزيدون (٢).

والأسماء علي ثلاثة أضرب: ضرب يثنى ويجمع، نحو: رجل، وزيد وضرب يثنّى ولا يجمع على لفظه، نحو: امرؤ وامرأان (٣)، وضرب: يجمع ولا يثنى وهو سواء (٤)، قالوا: سواء (٥) وسواسية (٦)، استغناء عنه بقولهم:

سيّان، وقد حكي تثنيته شاذّا، قالوا: سواءان (٧).

[الفصل الأول في تعريف التنية]

وهي ضم مفرد غالبا، وتنقسم (٨) قسمين: لغويّة - وهى الأصل - وصناعيّة - وهي الفرع -.

ولا يخلو الاسمان أن يكونا مختلفين لفظا أو متفقين وفالمختلفان بابهما


(١) انظر سر الصناعة (١٢٢ ب، ١٢٥ ب).
(٢) قال أبو حيان في التذييل والتكميل ج ١. ٦٧ أ): (وهذا القول الثانى غريب جدا، لم أقف عليه إلا في هذا الكتاب). أي: في البديع قاله بعد أن نقل عنه الرأيين.
وانظر: الهمع (١/ ٤٢).
(٣) قاله ثعلب في الفصيح ٨٤، ومنه: بشر وبشران، ومرء ومرءان، وأسد وأسدان. أنظر: المزهر (٢/ ٢٠٠).
(٤) فمن جمعه قول الشاعر: (ليس الرجال وإن سوّوا بأسواء). ومثله ضبعان: للمذكر، انظر:
المذهر (٢/ ٢٠١).
(٥) ك: أسواء.
(٦) فى لسان العرب (سوا): (وقاله ابن برى: سواسية جمع لواحد لم ينطق به وهو سوساة، قال:
ووزنه فعللة، مثل موماة، وأصله سوسوة، فسواسية علي هذا: فعاللة كلمة واحدة، ويدل علي صحة ذلك قولهم: سواسوة، لغة في سواسية.
(٧) قال الفارسى - في الحجة (١/ ٢٠٠): وحكى السكرى عن أبي حاتم إجازة تثنية سواء، ولم يصب ابن السجستانى في ذلك، لأن أبا الحسن وأبا عمر زعما أن ذلك لا يثنى، كأنهم استغنوا بتثنية سىّ عن تثنية سواء، كما استغنوا عن ودع بترك). وانظر: الصحاح (٦/ ٢٣٨٥)، والغرة (٢/ ١٦٥ ب)، وفي الارتشاف (١/ ١١٧ أ): وحكى أبو زيد تثنيته فتقول: هما سواءان)
وانظر: البحر المحيط (١/ ٤٤).
(٨) ك: وينقسم.