للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحكاية الفراء: كل ذي عين ناظرة إليك، برفع ناظرة على الخبرية، وحكاية غيره: يدك بالخير باسطها.

وأجيب عن الآية بأن الأصل: فظلوا، ثم أُقحمت الأعناق لبيان محل/٨٥/ الخضوع، ثم ترك الكلام على أصله، وبأنّ الأصل (خاضعةٌ)، ولكنْ لما وصفت بالخضوع، وهو من شأن العقلاء، قيل: خاضعين، كـ {رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}، وبأن المراد بالأعناق الرؤساء، كما يقال لهم: الرؤوس والنواصي والصدور، بأن المراد الجماعات، لأنه يقال: جاءنا عنق من الناس، أي فوج منهم، وعن الحكايتين بأن التقدير: إلحاظ كل ذي عين، وأنت باسطها، فحذف المضاف من الأول، والمبتدأ من الثاني.

واعلم أن إيراد جماعة من النحويين الآية الكريمة، والحكاية على البصريين لخصوصيتهم سهوٌ، بل تأويلهما لازم لأهل البلدين جميعًا، لأن الخبر المشتق لم يرجع منه فيهما ضميرٌ للمخبر عنه في الظاهر إلا بالتأويل.

وأما الحكاية الأخيرة فيتأتى إيرادها، لأن مع الخبر ضميرين بارزًا يرجع للمبتدأ، ومستترًا يرجع للمخاطب، فكان حقّه أن يبرزه فيقول: باسطها أنت.

<<  <   >  >>