للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والجواب: أن المانع /١١٩/ من تقدُّم الفعل خشية التباس الاسمية بالفعلية، وذلك مأمون مع تقدم المعمول، سلمنا أنها ناقصة، و (عطية) اسمها ولكن الضرورة تبيح تقديم ما يستحق التأخير، وهذا الجواب عندي أولى لاطراده في نحو قوله: [البسيط].

(باتت فواديَ ذاتُ الخالِ سالبةٌ ... فالعيش إن حُمَّ لي عَيْشٌ من العَجَبِ)

إذ الأصل: باتت ذات الخال سالبة فؤادي، ولا يجوز تقدير (ذات) مبتدأ، لنصب سالبة.

وأما البيت الثاني فإنه لحُميد الأرقط التميمي. والرُّقْطة: سواد في بياض أو بالعكس، لقب بذلك لإثار كانت بوجهه.

وحُميد وأبو الأسرد والحطيئة شعراء مجيدون بخلاء، ولحميد أشعار في هجاء الضيفان، ووصفهم بالأكل، كقوله: [الطويل]

(أتانا وما داناه سحبانُ وائل ... بيانًا وعلمًا بالذي هو قائل)

(فما زال عنه اللَقْمُ حتى كأنّهُ ... من العِيّ لما أن تكلّم باقلُ)

سحبانُ خطيب بليغ باهلي، وهو القائل: [الطويل].

(لقد عَلِمَ الحيُّ اليمانونَ أنني ... إذا قلتُ أما بَعْدُ أنّي خطيبُها)

وباقل عيي أياديٌ، وبهما يضرب المثل، ومن عِيّ باقل أنه رؤي وفي

<<  <   >  >>