للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو الثوب الذى طوله خمسة أذرع، كأنه يعنى الصغير من الثياب، وفى حديث معاذ: ائتونى بخميس أو لبيس آخذه منكم في الصدقة.

أراد بالخميس الثوب الصغير الذى طوله خمسة أذرع (١).

الخميصة: على وزن فعيلة بَرْنَكَان أسود مُعْلَم من المِرْعِزّى والصوف ونحوه؛ والخميصة: كساء أسود مربَّع له علمان فإن لم يكن مُعْلمًا فليس بخميصة، قال الأعشى:

إذا جُرِّدتْ يومًا حَسِبتَ خميصة ... عليها وجريالَ النضير الدُّلامصا

أراد شعرها الأسود، شبهه بالخميصة. وفى الحديث: جئت إليه وعليه خميصة والجمع لها: خمائص.

ولا تسمَّى خميصة إلا إذا كانت سوداء مُعْلَمة.

وفى الحديث عن أم خالد بنت خالد: "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أُتى بثياب فيها خميصة سوداء فقال: ائتونى بأم خالد، فقالت: فأُتِى بى رسول اللَّه محمولة وأنا صغيرة فأخذ الخميصة بيده ثم أَلبسنيها، ثم قال: أبلى وأخلقى، ثم نظر إلى عَلَم فيها أصفر وأخضر فجعل يقول: يا أم خالد: سنا سنا". قيل: سنا بالحبشية: حسنٌ (٢).

والخميصة كساء فيه خطوط، أسود، مربَّع، له علمان، يقول أبو نواس:

لبست الخميصة أبغى الخبيصة ... فأنشبت شِصِّى في كل شيصة (٣)

وفى الحديث أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى في خميصة له لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما سلَّم قال: اذهبوا بخميصتى هذه إلى أبى جهم فإنها ألهتنى آنفًا عن صلاتى وايتونى بأنبجانية.

نخلص مما سبق إلى أن الخميصة


(١) اللسان ٢/ ١٢٦٤: خمس، التاج ٤/ ١٤٠: خمس.
(٢) اللسان ٢/ ١٢٦٦ - ١٢٦٧: خمص.
(٣) شرح مقامات الحريرى للشريشى بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ١/ ٧٢.

<<  <   >  >>