للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن الحسن بن على كانت له سبنجونة من جلود الثعالب؛ كان إذا صلَّى لم يلبسها.

والسَّبنجونة: لباس مصنوع من جلد الثعالب؛ عرفه العرب منذ بداية العصر الإسلامى (١).

السَّبَنِيَّة: بفتح السين والباء وكسر النون: ضرب من الثياب تُتخذ من مُشاقة الكتان؛ أغلظ ما يكون؛ منسوبة إلى موضع بناحية المغرب؛ يُقال له: سَبَن. ومنهم من يهمزها؛ فيقول: السبنيئة.

وفى حديث أبى بردة في تفسير الثياب: القَسِّية قال: فلما رأيت السَّبَنى عرفت أنها هى (٢).

وقيل: السبنية منسوبة إلى قرية: سَبَن محركة وهى بلدة ببغداد؛ والسبنية: أُزُر سود للنساء؛ وهى السبانى المتخذة من الحرير مقانع لهن مزوقة فيها أمثال الأترج؛ ومنه أُخذ الأترج السبانى للملاحف المطرَّزة.

وقيل السَّبَنية هى القَسِّية؛ والقَسِّية ئياب من كتان مخلوط بالحرير؛ كانت تجلب من القس بلد بمصر؛ وقيل منسوبة إلى القس وهو الصقيع لنصوع بياضها (٣).

وقد وردت السبنية عند ابن بطوطة والأعشى تحمل معنى آخر هو البقجة التى تجمع فيها الثياب؛ يقول ابن بطوطة: "فألقى أحد الغلامين بين يديه لُقشة وهى شبه السبنية، وأخرج منها ثياب حرير وحُقَّا فيه جوهر وحلى" (٤)؛ ويقول أيضًا: "ثم جاء أحد ببقشة، والبقشة هى السبنية، فأخذها النائب بيده، وأخرج من البقشة ثلاث فوط" (٥).

والسبنية التى تعنى البقشة لغة مغربية، ويؤكد العلامة التازى أن السَّبنية ليست


(١) المعرَّب ١٨٨، اللسان: سبنج، شفاء الغليل ١٠٤، التاج ٢/ ٥٦: سبنج، الألفاظ الفارسية المعربة ٨٤.
(٢) اللسان: سبن.
(٣) التاج ٩/ ٢٣٠: سبن.
(٤) رحلة ابن بطوطة ٥٨٩.
(٥) الرحلة ٦٢٠، وانظر كذلك صبح الأعشى ٥/ ٢٠٤ - ٢٠٥.

<<  <   >  >>