للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِذاذة وبُذوذة ساءت حاله ورثَّت هيئته، وفي الحديث: البذاذة من الإيمان, هي رثاثة الهيئة، قال الكسائي: هو أن يكون الرجل متقهلًا رث الهيئة، يقال منها: رجل باذ الهيئة وبذها رثها، قال ابن الأثير: أى رث اللبسة، أراد التواضع في اللباس وترك التبجح به (١).

البِذْلَة - المِبْذَلة: البِذْلة بكسر الباء وسكون الذال، والمِبْذَلة بكسر الميم: ما يُلبس ويُمتهن ولا يُصان من الثياب، وهي أيضًا: المِيدعة والمِعوزة بكسر الميم فيهما، وهي الثياب والخُلْقان، والمِبذل والمِبذلة: الثوب الخَلَق، والتبذُّل: ترك التصاوُن. والتبذُّل: ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع (٢).

وفي التاج: وقول العامة: البدلة بالفتح وإهمال الدال للثياب الجدد خطأ من وجوه ثلاثة؛ والصواب بكسر الموحدة وإعجام الذال وأنه اسم للثياب الخلق فتأمل ذلك، وقد تجمع البذلة على بِذَل كعنب (٣).

وقيل: البدلة -بالدال-: مُحرَّفة عن بذلة بالذال المعجمة، وهي ما يبتذل من الثياب، مأخوذة من البدل لأنها تكون بدل أخرى، ويرادفها في العربية الحُلّة، والحُلّة إزار ورداء ولا تسمى حلة حتى تكون ثوبين، وقد يسمى الأسفل سريالًا والأعلى ريطة، وفي فقه اللغة للثعالبى: لا يقال للثوب حلة إلا إذا كان من ثوبين اثنين من جنس واحد.

ويبدو أن تحويل الذال إلى دال في الاستعمال وتحويل مدلول الكلمة من الثوب الخَلَق إلى الحُلَّة الجديدة جاء في مرحلة متقدمة، فقد وردت لفظة البدلة بالدال عند المسعودي (ت ٣٤٦ هـ) في مروج الذهب في قوله: مائة بدلة ديباج مموجة بالذهب (٤). وفي موضع آخر يقول: وألبستها أم جعفر البدلة الأموية (٥). وفي تصحيح


(١) تاج العروس ٢/ ٥٥٤ بذذ.
(٢) اللسان ١/ ٢٣٨ بذل.
(٣) تاج العروس ٧/ ٢٢٤ بذل.
(٤) مروج الذهب ٢/ ٣٧٩.
(٥) مروج الذهب ٢/ ٤٤.

<<  <   >  >>