للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

على رواية من نصب السوءة واللقب، أراد: ولا ألقبه اللقب والسوءة، أي: مع السوءة، لأن من اللقب ما يكون بغير سوءة، كتلقيب الصديق - رضي الله عنه - عتيقًا لعتاقة وجهه.

فلهذا قال الشاعر: ولا ألقبه اللقب مع السوءة، أي: إن لقبته لقبته بغير سوءة. قال الشيخ رحمه الله: ولا حجة لابن جني في البيتين، لإمكان جعل الواو فيهما عاطفة قدمت هي ومعطوفها، وذلك في البيت الأول ظاهر.

وأما في الثاني فعلى أن يكون أصله: ولا ألقبه اللقب وأسوؤه السوءة، ثم حذف ناصب السوءة، كما حذف ناصب العيون من قوله: [من الوافر]

٢٤٢ - وزججن الجواجب والعيونا

ثم قدم العاطف، ومعمول الفعل المحذوف.

وقوله:

.......................... ... ........... لا بالواو في القول الأحق

رد لما ذهب إليه عبد القاهر رحمه الله في جمله من أن الناصب للمفعول معه هو الواو.

واحتجوا عليه بانفصال الضمير بعدها، نحو: جلست وإياك.

فلو كانت عاملة لوجب اتصال الضمير بها، فقيل: جلست وك، كما يتصل بغيرها من الحروف العاملة، نحو: إنك، ولك، فلما لم يقع الضمير بعد الواو إلا منفصلا علم أنها غير عاملة، وأن النصب بعدها بما قبلها من الفعل أو شبهه، كما تقدم، والله أعلم بالصواب.

٣١٣ - وبعد ما استفهامٍ أو كيف نصب ... بفعل كون مضمرٍ بعض العرب

من كلامهم: (كيف أنت وقصعةً من ثريد؟ وما أنت وزيد؟) برفع ما بعد الواو، على أنها عاطفة على ما قبلها.

<<  <   >  >>