للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ويحكى عن بعض الكوفيين: أن الواو للترتيب، فلا يجوز أن يعطف بها سابق. ويدل على عدم صحة هذا القول الاستعمال، كقوله تعالى: (وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب) [النساء /١٦٣].

وقوله تعالى فيما يحكيه عن منكري البعث: (إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين) [المؤمنون /٣٧] وقوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوحٍ وأصحاب الرس وثمود * وعاد وفرعون وإخوان لوطٍ) [ق /١٢ - ١٣]، وكقول الشاعر: [من الكامل]

٤٧٩ - أغلي السباء بكل أدكن عاتقٍ ... أو جونةٍ قدحت وفض ختامها

[٢٠٥] وقول الآخر //: [من الكامل]

٤٨٠ - حتى إذا رجب تولى وانقضى ... وجماديان وجاء شهر مقبل

وقول الآخر: [من الطويل]

٤٨١ - فقلت له لما تمطى بجوزه ... وأردف أعجازًا وناء بكلكل

وتختص (الواو) بعطف ما لا يستغنى عنه في الكلام بمتبوعه، كفاعل ما يقتضي الاشتراك في الفاعلية لفظًا، وفيها وفي المفعولية معنى، كقولك: تضارب زيد وعمرو، واختصم خالد وبكر، ومنه قوله: (اصطف هذا وابني).

ولو قلت: اصطف هذا فابني، أو ثم ابني، لم يجز لأن (الفاء) و (ثم) للترتيب وهو ينافي الاشتراك في الفاعلية والمفعولية معًا، إذا تأملت.

٥٤٥ - والفاء للترتيب باتصال ... وثم للترتيب بانفصال

<<  <   >  >>