للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أو قريبًا منه، فحكيت لشيخ الإسلام هذا عن ابن جني، فقال: "وأنا كثيرًا ما يجري لي ذلك"، ثم ذكر لي فصلًا عظيم النفع في التناسب بين اللفظ والمعنى، ومناسبة الحركات لمعنى اللفظ، وأنهم في الغالب يجعلون الضمة التي هي أقوى الحركات للمعنى الأقوى، والفتحة الخفيفة (١) للمعنى الخفيف، والمتوسطة (٢) للمتوسط، فيقولون: "عَزَّ يعَز" بفتح العين (٣) إذا صلب "وأرض عَزاز" صلبة، ويقولون: "عَزَّ (٤) يعِز" بكسرها إذا امتنع، والممتنع فوق الصلب، فقد يكون الشيء صلبًا ولا يمتنع على كاسره، ثم يقولون: "عَزَّه يعُزُّه" إذا غَلبَه، قال الله تعالى في قصة داود: ﴿وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (٢٣)[ص: ٢٣]، والغَلَبة أقوى من الامتناع، إذ قد يكون الشيء ممتنعًا في نفسه، متحصنًا عن (٥) عدوه، ولا يغلب غيره، فالغالب أقوى من الممتنع، فأعطوه أقوى الحركات، والصلب أضعف من الممتنع فأعطوه أضعف الحركات، والممتنع متوسط (٦) بين المرتبتين فأعطوه الحركة (٧) الوسط.

ونظير هذا قولهم: "ذِبْح" بكسر أوله للمحل المذبوح،


(١) انظر نحو هذا الكلام في "بدائع الفوائد" (١/ ١٦٦).
(٢) من (ظ) وفي (ب، ت، ش) (والمتوسط).
(٣) سقط من (ظ) (بفتح العين).
(٤) سقط من (ب) من قوله (يعَز) إلى (عزَّ).
(٥) في (ظ) (من).
(٦) من (ب، ت، ش، ظ) ووقع في (ح) (المتوسط).
(٧) من (ب، ت، ش، ظ) ووقع في (ح) (حركه).

<<  <  ج: ص:  >  >>