للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنّ (١) الدرس والمذاكرة كما أنه باب العلم، فالذكر باب المحبة، وشارعها الأعظم، وصراطها الأقوم (٢).

العاشرة: أنه يورثه المراقبة حتى يُدْخِلَه في باب الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، ولا سبيل للغافل عن الذِّكر إلى مقام الإحسان، كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت.

الحادية عشرة: أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله ﷿، فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوعه بقلبه إليه (٣) في كل أحواله، فيبقى الله ﷿ مَفْزَعه وملجاه، ومَلاذه ومَعاذه، وقِبْلة قلبه، وَمَهْرَبَه عند النوازل والبلايا (٤).

الثانية عشرة: أنه يُورِثه القُرْبَ منه؛ فعلى قدر ذكره لله ﷿ يكون قُرْبُه منه، وعلى قدر غفلته يكون بُعْده منه.

الثالثة عشرة: أنه يفتح له بابًا عظيمًا من أبواب المعرفة، وكلّما أكْثَر من الذكر ازداد من المعرفة (٥).

الرابعة عشرة: أنه يُورِثه الهيبة لربه ﷿ وإجلالِه؛ لشدة استيلائه على قلبه، وحضوره مع الله تعالى، بخلاف الغافل؛ فإن حجاب الهيبة رقيقٌ


(١) (ت): "فإنّه".
(٢) انظر: "جلاء الأفهام" (٦١٦ - ٦٢٠) للمصنِّف.
(٣) "إليه" من (ح) و (ق).
(٤) (ت): "والبلاء".
(٥) الفائدة الثالثة عشرة ساقطة من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>