للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قلبه.

الخامسة عشرة: أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: ١٥٢].

ولو لم يكن في الذكر إلا (١) هذه وحدها لكفى بها فضلًا وشرفًا.

وقال النبي ﷺ فيما يروي عن ربه ﵎: "مَنْ ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خيرٍ منهم" (٢).

السادسة عشرة: أنه يورث حياة القلب، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: الذكرُ للقلب مثلُ الماء للسمك (٣)، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟!

السابعة عشرة: أنه قُوتُ القلب والروح؛ فإذا فَقَده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قُوتِه.

وحضرتُ شيخ الإسلام ابن تيمية مرةً صلى الفجر، ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار، ثم التفت إليَّ وقال: هذه غدوتي، ولو لم أتَغَدَّ هذا الغداء لسقطت قوَّتِي، أو كلامًا قريبًا من هذا.

وقال لي مرة: لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها؛ لأستعِدَّ بتلك الراحة لذكرٍ آخر، أو كلامًا هذا معناه.


(١) "الذكر إلّا" ساقط من (ت).
(٢) تقدم تخريجه (ص: ٨٧).
(٣) انظر: "التحفة العراقية" (١٠/ ٨٥ - مجموع الفتاوى).

<<  <  ج: ص:  >  >>