للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتهديد والإرجاف، وهو مع ذلك من (١) أطيب الناس عيشًا، وأشرحهم صدرًا، وأقواهم قلبًا، وأسرِّهم نفسًا (٢)، تلوح نضرة النعيم على وجهه.

وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض = أتيناه، فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحًا وقوةً ويقينًا وطمأنينةً.

فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فأتاهم من رَوْحِها ونسيمها وطِيبها ما استفرغ قُواهم لطلبها (٣)، والمسابقة إليها.

وكان بعض العارفين يقول: "لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف" (٤).

وقال آخر: "مساكينُ أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها! " قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: "محبةُ الله تعالى ومعرفته وذِكره"، أو نحو هذا.

وقال آخر: "إنه لتمرُّ بالقلبِ أوقاتٌ يرقُص فيها طربًا".


(١) "مِن" من (ح).
(٢) (ت) و (ح): "وأشرحهم نفسًا".
(٣) (ت) و (م): "ما قوّاهم لطلبها".
(٤) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٧/ ٣٧٠)، والبيهقي في "الزهد" (٢/ ٨١) عن إبراهيم بن أدهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>