للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباس مصروفة إلى التفقُّه والاستنباط، وتفجير النصوص، وشق الأنهار منها، واستخراج كنوزها (١).

وهكذا الناس بعده قسمان:

قسْمٌ حفاظٌ معتنون بالضبط، والحفظ، والأداء، كما سمعوا، ولا يستنبطون ولا يستخرجون كنوز ما حفظوه.

وقِسْمٌ معتنون بالاستنباط واستخراج الأحكام من النصوص، والتّفقُّه فيها.

فالأول كأبي زرعة، وأبي حاتم، وابن وارة (٢).


= معدودٌ ﵁ من فقهاء الصحابة، وذكره ابن حزم في "الإحكام" (٥/ ٩٢) في المتوسّطين ممن حُفِظَتْ عنهم الفتوى من الصحابة.
وقال الذهبيّ في "تذكرة الحفاظ" (١/ ٣٢ - ٣٣):
"وكان من أوعية العلم، ومن كبار أئمة الفتوى".
وقد جمع تقيُّ الدين السبكي فتاويه في جزء. انظر: "الجواهر المضيّة" للقرشي (٤/ ٥٤١). وانظر: "مجموع الفتاوى" (٤/ ٥٣٢ - ٥٣٣) مهم.
والحديث عن فقهه ﵁ طويل الذيل.
وإنما مراد المصنِّف (وشيخ الإسلام) الشأنَ الغالب عليه، بالمقارنةِ بواحدٍ من كبار فقهاء طبقته، وهو ابن عباس ﵄.
(١) من قوله عن الطبقة الأولى: "ورثة الرسل وخلفاء الأنبياء. . ." إلى هنا، بحروفه من "نقض المنطق" لشيخ الإسلام ابن تيمية (٧٩ - ٨٠).
(٢) هو محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله، الحافظ الإمام المجوِّد، توفي سنة ٢٧٠. "سير أعلام النبلاء" (١٣/ ٢٨ - ٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>