للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي Object أنه قال: "إذا دخل النُّور القَلْبَ انْفَسَح وانْشَرَح" قالوا: وما علامة ذلك؟ قال: "الإنابةُ إلى دارِ الخُلود، والتَّجافي عن دار الغُرور، والاستعدادُ للموت قَبْلَ نُزُوله" (١).

ونورُ العبد هو الذي يُصْعِدُ عَمَلَه وكَلِمَهُ إلى الله تعالى، فإن الله تعالى لا يَصْعد إليه من الكلم إلا الطَّيِّب -وهو نورٌ، ومصدرُه عن النور-، ولا من العمل إلا الصالح، ولا من الأرواح إلا الطَّيِّبة، وهي أرواح المؤمنين


= في "نوادر الأصول" (١/ ٤٢٥).
(١) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ١٠٦)، ووكيع في "الزهد" (١/ ٢٣٨ - ٢٣٩)، وعبد الرزاق في "التفسير" (١/ ٢١٧ - ٢١٨)، وسعيد بن منصور في "السنن" (٥/ ٨٦ - ٨٨)، والطبري في "التفسير" (١٢/ ١٠١)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٣١١) وغيرهم.
وفي إسناده اختلاف، قال الدارقطني في "العلل" (٥/ ١٨٩ - ١٩٠) بعد أن ذكر بعض أوجه الخلاف فيه:
"وكلها وهم، والصواب: عن عمرو بن مرة عن أبي جعفر عبد الله بن المسور مرسلًا عن النبي Object، كذلك قاله الثوري، وعبد الله بن المسور بن عون بن جعفر بن أبي طالبٍ هذا متروك".
وذكره ابن رجب في "شرح العلل" (٢/ ٧٧٢ - ٧٧٣) مرسلًا، ثم قال: "فهذا هو أصل الحديث، ثم وصله قوم وجعلوا له إسنادًا موصولًا، مع اختلافهم فيه".
ثمّ ساق كلام الدارقطني في تعليل الحديث، وتعقّبه بأنّ الصحيح عن وكيع روايته الحديث مرسلًا كما رواه الثوريّ.
ولم يُصِب الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- حين عدّ هذا الاختلاف طُرقًا للحديث، يتقوّى بها، فقال في "تفسيره" (٣/ ١٣٦٢):
"فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتّصلة يشدّ بعضها بعضًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>