للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأنّ لهم أجرهم ونورهم، فهذا هو الثواب والجزاء (١).

وقيل: بل تم (٢) الكلام عند قوله تعالى: ﴿الصِّدِّيقُونَ﴾، ثم ابتدأ ذِكْرَ حال الشهداء فقال: ﴿وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ﴾ (٣).

فيكون قد ذكر المتصدقين أهلَ البِرِّ والإحسان، ثم المؤمنين الذين قد رسخ الإيمان في قلوبهم وامتلؤوا منه، فهم الصِّدِّيقون، وهم أهل العلم والعمل، والأوَّلُون أهلُ البرِّ والإحسان، ولكنَّ هؤلاء أكملُ صِدِّيقيَّةً منهم.

ثم ذكر سبحانه الشهداء، وأنه تعالى يُجري عليهم رزقهم ونورهم؛ لأنهم لما بذلوا أنفسهم لله تعالى أعاضهم عليها أن جعلهم أحياءً عنده يرزقون، فيجري عليهم رزقهم ونورهم، فهؤلاء السعداء.

ثم ذكر الأشقياء فقال: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (١٠)[المائدة: ١٠ و ٨٦].

والمقصود أنه ذكر أصحاب الأجور والمراتب، وهذان الأمران هما اللذان وَعَدَ بهما فرعونُ السحرةَ إنْ غَلَبُوا موسى عليه


(١) من قوله "ثمّ أخبر عنهم" إلى هنا، ساقط من (ح).
(٢) (ح) و (م): "وقيل: تم".
(٣) وهذا هو ما مال إليه المصنّفُ وذكر أوجه رُجحانِه في "طريق الهجرتين" (٥١٧ - ٥١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>