للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الخصال المنجية، والترهيب من الخلال المردية"، وبنى كتابه عليه وجعله شرحًا له، وقال: هذا حديث حسن جدًّا، رواه عن سعيد بن المسيب: عمر بن ذر، وعلي بن زيد بن جدعان، وهلال أبو جبلة.

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يعظِّم شأن هذا الحديث، وبلغني عنه أنه كان يقول: شواهد الصحة عليه (١).

والمقصودُ منه قوله Object: "ورأيت رجلًا من أمتي قد احتوشته الشياطين، فجاءه ذكر الله Object، فطرد الشياطين عنه"، فهذا مطابق لحديث الحارث الأشعري الذي شرحناه في هذه الرسالة.

وقوله فيه: "وأمَرَكُم بذكر الله Object، وإن مَثَلَ ذلك كمَثَل رجل طلبه العدو، فانطلقوا في طلبه سِراعًا، وانطلق حتى أتى حصنًا حَصِينًا، فأحرز نفسه فيه".


= لحمل مثل هذا المتن.
وفي إعراض أصحاب الصحيح -بل وأصحاب الكتب المصنفة على الأبواب، وأحمد وغيره من أصحاب المسانيد- عن تخريجه مع شهرته وكونه في الفضائل، وإعلالِ الأئمة لبعض طرقه -كما مرَّ-، وتجنُّب الحفاظ الثقات روايتَه، وتفرُّدِ الضعفاء والمجاهيل به = ما يرجِّح القول بضعفه وعدم صحته.
وقد مال المصنِّفُ رحمه الله تعالى إلى تقويته هنا وفي "الروح"، ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية نحو ذلك، وهذا -مع عدم وقوفي على من حرّر القول في الحديث- هو الذي دعاني إلى تتبع طرقه والنظر فيها، وأرجو أن أكون قد وُفِّقْتُ في ذلك إلى الصواب.
(١) وانظر: "الروح" للمصنّف (٢٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>