للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأَدْبَر، إذا تَغَافل عن حاجَةِ صَدِيقِه.

وأَدْبَرَ: صارَ له دِبْرٌ، وهو المالُ الكَثِيرُ.

وأَدْبَر، إذا انْقَلَبَت فَتْلةُ أُذُنِ النَّاقَة، إذا بُحِرَتْ إلى ناحِيَةِ القَفَا؛ وأَقْبَلَ، إذا صَارَت هذه الفَتْلَةُ إلى ناحِيَةِ الوَجْه.

وأَدْبَر الرَّجُلُ، ودَابَرَ، إذا ماتَ؛ قال أُمَيَّةُ بنُ أبِي الصَّلْت:

عَلِم ابنُ جَدْعَانَ بنِ عَمْـ ... ـرٍو أَنَّهُ يَوْمًا مُدَابِرْ

ويُقال: إنَّ فُلانًا لو اسْتَقْبَل من أَمْره ما اسْتَدْبَر لهُدِيَ لوُجْهَةِ أَمْرِه؛ أي: لو عَلِمَ في بَدْءِ أَمْرِه ما عَلِمَ في آخِره لرَشِدَ أَمْره.

واسْتَدْبَر، أيضًا: اسْتَأْثَر؛ قال الأَعْشَى:

تَمَزَّرْتُها غَيْرَ مُسْتَدْبِرٍ ... على الشَّرْبِ أو مُنْكِرٍ ما عَلِمْ

وإنّما قِيل لِلمُسْتَأْثِر: مُسْتَدْبِرٌ؛ لأنّه إذا اسْتَأْثَر اسْتَدْبَر عنهم ولم يَسْتَقْبِلْهم؛ لأنَّه يَشْرَبُها دُونَهم فيُوَلِّي عَنْهم.

وقال الجَوْهَرِيّ: قال بِشْرٌ:

تَحَدُّرَ ماءِ المُزْنِ عن جُرَشِيَّةٍ ... على جِرْبَةٍ تَعْلُو الدِّبَارَ غُرُوبُها

والرِّوايةُ: " ماءِ البِئْر "، لا غَيْر؛ وقد أَنْشَده في الشّين على الصحَّة، ولا مَعْنى لـ " ماء المُزْن " في هذا المَوْضع.

ورَوَى المُفَضَّلُ: " ماءِ العَيْن ".

وقال الجَوْهرِيّ، أيضًا: قال صَخْرُ بنُ عَمْرِو بنِ الشَّرِيد السُّلَمِيّ:

ولقد قَتَلْتُكُمُ ثُنَاءَ ومَوْحِدًا ... وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أمْسِ الدَّابِرِ

ويُرْوَى: مِثْلَ أمسِ المُدْبِر. انْتَهى قَوْلُه.

والرِّوايةُ: " أَمسِ المُدْبِر "، لا غَير؛ وبَعْده:

ولقد دَفَعْتُ إلى دُرَيْدٍ طَعْنَةً ... نَجْلَاءَ تُزْغِلُ مِثْلَ عَطِّ المَنْحَرِ

إنْ تَفْخَرُوا بأَبِي هُبَيْرَة تَفْخَرُوا ... بأشَمَّ لا وَانٍ ولا بِمُقَصِّرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>