للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: بنُو غَبْرَاء في قَوْل طَرَفَةَ:

رَأَيْتُ بني غَبْرَاءَ لا يُنْكِرُونَنِي ... ولا أَهْلُ هَاذَاكَ الطِّرَافِ المُمَدَّدِ

: هم الذين يَتَناهَدُون في الأَسْفَار.

ويُقال: رَجَع فُلانٌ على غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ، إذا رَجَع خَائِبًا ولم يُصِبْ شَيئًا. وقال زَيْدُ بنُ كَثْوَةَ: تَركتُه على غُبَيْراءِ الظَّهْرِ، إذا خَاصمتَ رَجلًا، فخَصَمْتَه في كلِّ شَيْءٍ؛ وغَلَبْتَه على ما في يَدَيه.

وعِزٌّ أَغْبَرُ: ذاهبٌ دَارِسٌ؛ قال المُخَبَّل السَّعْدِيّ:

وأَنْزَلَهم دَارَ الضَّياعِ فَأَصْبَحُوا ... على مَقْعَدٍ مِن مَوْطِنِ العِزِّ أَغْبَرَا

والغَبَرُ، بالتَّحْريك: دَاءٌ في باطِن خُفِّ البَعير.

وقال الأصمعيّ في قَوْل القَطاميّ:

يا نَاقَ خُبِّي خَبَبًا زِوَرَّا

وقَلِّبي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا

: إن المُغَبَّر الذي دَوِيَ باطنُ خُفِّه، والزِّوَرُّ: السَّيْر الشَّدِيد.

والغِبْر، بالكسر: الحِقْد، مثل الغِمْر.

وقد سَمَّوْا غُبَارًا، بالضَّمّ، وغَبَرَةَ، بالتَّحْريك، وغَابِرًا.

والغُبْرَانُ، مثل الغُفْرَانِ، والنُّونُ مَرْفُوعَةٌ: رُطَبَتَان في قِمَع واحدٍ؛ كما أنّ الصِّنْوَانَ نَخْلَتانِ في أَصْل واحدٍ، والجَميع غَبَارِينُ.

وقال اللَّيث: المُغبِّرَة قَوْمٌ يُغَبِّرُونَ، يَذْكُرُون اللهَ عَزَّ وجَلَّ بدُعَاء وتَضَرُّع، كما قال:

عِبَادُكَ المُغَبِّرَهْ * رُشَّ عَلَيْنا المَغْفِرَهْ

وقد سَمَّوْا ما يُطْرِبُون فيه من الشِّعْرِ تَغْبِيرًا؛ كأنهم إذا تَنَاشَدُوه بالأَلْحان طَرِبُوا فَرَقَصُوا وأَرْهَجُوا، فسُمُّوا المُغَبِّرَةَ لهَذَا المَعْنَى.

وقال ابن دُرَيد: التَّغْبِيرُ تَهْلِيلٌ أو تَرْدِيدُ صَوتٍ يُرَدَّدُ بقراءة وغيرها.

وقال الشافعيُّ رحمه الله: أَرَى الزَّنَادِقةَ وَضَعُوا هذا التَّغْبِيرَ لِيصُدُّوا النَّاس عن ذِكْرِ اللهِ وقراءَةِ القُرْآن. وقال الزّجّاج: سُمُّوا مُغَبِّرينَ؛ لتَزْهِيدِهم النَّاسَ في الفَانِيَةِ، وهي الدُّنْيا؛ وتَرْغيبهم إيَّاهم في الآخرة؛ وهِي الغَابِرَةُ البَاقيَةُ.

والغُبْرُورُ: طَائرٌ.

والغَوْبَرُ، مثالُ جَوْهَرٍ: جنْسٌ من السَّمَك، وقد يُقال فيه: الغُبَرُ، مثالُ صُرَد.

ودَارَةُ غُبَيْرٍ لِبَنِي الأَضْبَطِ: بها ماءٌ يُقالُ له: الغُبَيْرُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>